سأل الرجل: «من أنت؟»
أخبرته أنني مسافر وسألته أن أستدفئ بجانب النيران. جلسنا وتسامرنا وقتا طويلا، وأخبرته كيف وصلت إلى هنا، وكيف كنت أعيش في الغابة، وكيف كنت مسخا ينفر منه الجميع. حقق الرجل كل أحلامي عندما قال لي إنني أملك قلبا طيبا نقيا على ما يبدو. كانت تلك لحظة الحقيقة.»
اغرورقت عينا المسخ بالدموع، وهو يتابع حديثه: «أردت من أعماق فؤادي أن أخبره بالقصة بأكملها. وفعلت هذا، وأخبرته أنه أنا من كان يقطع لهم الحطب، ومن كان يساعدهم على مدار الأشهر القليلة الماضية. ذهل الرجل الكبير، ولكن قبل أن يتمكن من قول أي شيء كانت أسرته قد رجعت إلى البيت.
صدم فيليكس وأجاثا لدى رؤيتي وعلى الفور توقعا الأسوأ. صرخ الاثنان في رعب وجذبني الصبي بعيدا عن والده وألقى بي خارج المنزل، وغشي على أجاثا. أعرف أنه كان بمقدوري أن أؤذي فيليكس لأنني أضخم منه بكثير، لكنني لم أستطع أن أحمل نفسي على أذيته.
ركضت من هناك بأقصى سرعتي، وانكسر قلبي.
عرفت حينها أنني لن أستطيع أبدا أن أكون جزءا من أي عائلة، وأدركت أنه لن يقبلني أي شخص في العالم بسبب شكلي القبيح. لا يهم أنني أستطيع القراءة أو الكتابة، ولا يهم أنني أستطيع التفكير أو التحدث عن الفلسفة أو موضوعات عظيمة أخرى؛ سيظل الناس يخشونني دائما. وفي تلك اللحظة امتلأ قلبي كرها لك يا فرانكنشتاين لأنك جئت بي إلى عالم لن يقبلني أبدا.»
الفصل الثاني عشر
طلب المسخ
«قضيت بقية الليل مختبئا في الغابة. وفي الصباح التالي عدت لأرى هل الأسرة الصغيرة بخير. وعندما وصلت إلى هناك سمعت شخصا يقول إنهم رحلوا خوفا على حياتهم. مجرد رؤيتي لحظات معدودات جعلتهم يظنون أنني سوف ألحق بهم الضرر. لقد تخلوا عن كل ما يملكونه ليهربوا مني. تخيل الشعور الذي خالجني حينها يا فرانكنشتاين.
ما كنت لأؤذيهم قط. لقد أحببتهم كما لو كانوا أسرتي.
Halaman tidak diketahui