جلست جاستين في قفص الاتهام، وبدت شاحبة لكن هادئة، وانهمرت الدموع على وجنتيها لدى رؤيتها أسرتي تدخل قاعة المحكمة.
طلب حاجب المحكمة من الحضور أن يلتزموا النظام وأعلن بدء المحاكمة. اجتمعت الأدلة ضد الفتاة المسكينة. ذكر الادعاء أنها قضت الليل كله بالخارج، وذكرت إحدى البائعات في السوق أنها شاهدتها باكر الصباح التالي في مكان قريب من البقعة التي عثر فيها على جثة ويليام. وسألت المرأة جاستين ماذا تفعل، لكن كل ما حصلت عليه هو إجابة مشوشة. أما أقوى دليل ملموس ضدها فهو واقعة عثور الخادمة على القلادة المفقودة في ملابس جاستين.
دعا القاضي جاستين لتدافع عن نفسها، فكان صوتها واضحا، لكن كان من الجلي أنها مرتبكة أيما ارتباك.
قالت: «إنني بريئة تماما. أعرف أنني أستطيع أن أقولها جهارا، لكنكم لن تصدقوني. وسمعتي الطيبة يجب أن تكون دليلا أيضا.»
أخبرت جاستين القاضي أن إليزابيث سمحت لها بزيارة عمتها يوم مقتل أخي. وفي طريق عودتها إلى جنيف التقت برجل سألها هل رأت صبيا صغيرا مفقودا. وعندما أدركت جاستين أنه ويليام الذي لم يمكن العثور عليه، انضمت إلى فريق البحث، وعلى مدار الساعات القليلة التالية بحثت في كل أنحاء الغابة عن أخي.
ومضت جاستين في حديثها مخبرة المحكمة بأنها توقفت أخيرا عن بحثها في وقت متأخر للغاية. وفي ذلك الحين كانت المدينة قد أغلقت أبوابها، ولم تعرف جاستين ماذا تفعل، لذا طلبت بلطف من رجل كبير أن تنام في مخزن الحبوب الخاص به.
قضت ليلة باردة مرعبة مستلقية على بعض القش في مخزن الحبوب بالقرب من المدينة. وكانت أي ضوضاء حولها توقظها لذا لم تنم إلا وقتا ضئيلا للغاية. وعندما التقت بالبائعة كانت مضطربة لأنها لم تنم. ولو أنها كانت تسير بالقرب من البقعة التي عثر فيها على ويليام، فهي لم تفعل هذا عمدا. وماذا عن القلادة؟ قالت جاستين وهي تبكي إنها لم تعرف كيف وصلت إلى جيبها. كان هذا هو الشيء الوحيد الذي لم تستطع تفسيره.
بعدئذ تحدث كثيرون من أهل البلدة. كثيرون منهم يعرفون أن جاستين إنسانة صالحة، لكنهم يصدقون الدليل. رأوا أنها كانت مذنبة. وأخبر والدي هيئة المحكمة كيف أحسنت جاستين خدمة أسرتنا. وبعد ذلك استدعت هيئة المحكمة إليزابيث إلى منصة الشهادة، وأخبرت إليزابيث المحكمة أنه لا يمكن أن تفعل جاستين أي شيء يؤذي الأطفال الذين تربيهم.
أقسمت إليزابيث قائلة: «إنها بريئة تماما.»
حركت كلمات إليزابيث كثيرين من الحضور. ونظرت جاستين في امتنان لكلماتها الطيبة وعلت وجهها أمارات الشجاعة. غير أن القاضي لم يبد مقتنعا على الإطلاق. وأدلت هيئة المحلفين بأصواتها وانتظرنا بصبر عد الأصوات.
Halaman tidak diketahui