142

Foundations of Islamic Education and Its Methods in Home, School, and Society

أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع

Penerbit

دار الفكر

Edisi

الخامسة والعشرون ١٤٢٨هـ

Tahun Penerbitan

٢٠٠٧م

Genre-genre

كما جعل مصير الإيسان يوم القيامة، مرتبطا بمصير من يحبهم ويتعلق بهم، ويرتبط بهم برباط اجتماعي في الدنيا، ويعمل بعملهم، ويبذل من أجلهم.
عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "إن من عباد الله عبادًا ليسوا بأنبياء، يغبطهم الأنبياء والشهداء، قيل: من هم لعلنا نحبهم؟ قال: هم قوم تحابوا بنور الله من غير أرحام ولا أنساب، وجوههم نور، على منابر من نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس، ثم قرأ: ﴿أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [يونس: ١٠/ ٦٢] ١.
وعن أنس ﵁ أن رجلًا سأل رسول الله ﷺ: "متى الساعة؟ قال: "وما أعددت لها؟ " قال: لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله"، قال: "أنت مع من أحببت" ٢.
التطبيق التربوي:
يجب على المربي أن يذكر الناشئ بهذه المعاني عندما يصطحبه، أو يرسله لزيارة أخ له في الله، أو عيادة مريض، أو اجتماع على ذكر الله أو طلب العلم، وأن يبني النشاط الاجتماعي المدرسي على هذا المعنى، وبهذا تربى تدريجيا عند الناشئين عاطفة الحب في الله فيجدون لذتها، ولا يستطيعون تركها.
٧- حسن انتقاء الأصدقاء على أساس التقوى والإيمان:
يميل الناشئون بفطرتهم، وخاصة منهم الفتيان والمراهقون، إلى محبة الأصدقاء والانخراط في جوهم، فيجب إعطاؤهم مناعة، وحذرًا حتى لا يصاحبوا الأشرار، أو يلازموا شبابا ضائعين، لا هم لهم إلا العبث وضياع الوقت دونما هدف صالح من الحياة، وقد أوصانا رسول الله ﷺ بذلك، وحذرنا القرآن من قرين السوء في "حوار قرآني"٣ أجراه على لسان أحد أهل الجنة يوم القيامة، قال تعالى: ﴿فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ، قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ، يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ، أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ، قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ، فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ

١ رواه النسائي وابن حبان في صحيحه، واللفظ له "الترغيب والترهيب ٣/ ٢٦٢، ط/ دار إحياء الكتب العربية بمصر".
٢ رواه البخاري ومسلم، الترغيب والترهيب، ٣/ ٢٦٣، ط دار إحياء الكتب العربية بمصر.
٣ من أساليب القرآن التربوية، وسيأتي تفصيله إن شاء الله في "أساليب التربية الإسلامية".

1 / 149