إنا نجد من يزعم أن أبا بلال مرداس بن حدير من الخوارج، وقطري بن الفجاءة من الإباضية! والأمر على العكس من ذلك، وآخر يذكر أن الإمام طالب الحق عبدالله بن يحيى الكندي هو الإمام عبدالله بن إباض، والحق خلاف ذلك. إذ الإمام عبدالله بن إباض توفي آخر أيام عبد الملك ابن مروان، وعبدالله بن يحيى طالب الحق ظهر أيام مروان الحمار سنة130 ه وهكذا يخلط الكاتبون من قومنا هذه الحقائق الهامة تشويها وتشغيبا، وانظر إلى تاريخ الأندلس الذي يوجد بين أيدينا اليوم ولا تجد للإباضية ذكرا، والحال أن الإباضية بلغوا في الأندلس مبلغا عظيما من العلم والمال حتى أن جزيرة اليابسة التي هي من الأندلس كانت كلها إباضية إلى القرن السادس بل إلى نكبة الأندلس الكبرى.
وإنك لتقرأ طبقات ابن سعد مثلا فلا تجد ذكرا لرجال الإباضية عدا الإمام جابر بن زيد فإنه ذكره رغم أنفه لشهرته التي أطبقت الآفاق وهكذا.
والحق الذي لا ريب فيه أن رجال كل قوم قومهم أولى بهم والتاريخ أهله أولى وأعرف به من سواهم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
Halaman 17