Fiqh al-Da'wah in Sahih al-Bukhari
فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري
Penerbit
الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
١٤٢١ هـ
Genre-genre
أحد من الصحابة يوم السقيفة، ولا شك أن الشيعة تنقَّصوا عليا ﵁ من حيث قصدوا تعظيمه " لأنهم نسبوه- مع شجاعته العظمى وصلابته في الدين- إلى المداهنة والتقية والإِعراض عن طلب حقه مع قدرته على ذلك.
ومع ذلك فقد سمع الصحابة جميع ما أوصى به ﷺ ولم يكن من هذه الوصايا: الوصية لعلي بالخلافة. فَمِمَّا روِيَ في ذلك أنه ﷺ أوصى بإنفاذ الصدقة بمال كان عند عائشة ﵂، وإنفاذ جيش أسامة بن زيد ﵄، والوصية بأداء الزكاة، والوصية بالحذر من الفتن ولزوم الجماعة والطاعة، وثبت عنه ﷺ أنه أوصى بكتاب الله تعالى، وأن لا يترك في جزيرة العرب دينان، وأوصى بإجازة الوفد بمثل ما كان يجيزهم ويعطيهم، وأوصى بالصلاة وما ملكت الأيمان، وغير ذلك. ولم يكن من هذه الوصايا ما زعم الشيعة أنه أوصى به (١).
وهذا يبين للداعية أنه ينبغي أن يرد على الفرق الضالة؛ بالأسلوب الحسن، وبالرفق واللين، وبالجدال بالتي هي أحسن، وغير ذلك من الأساليب النافعة.
ثانيا: قبول شهادة النفي من الداعية العالم: ينبغي للمدعوين أن يثقوا بالدعاة العلماء ويقبلوا أقوالهم بأدلتها الصحيحة العقلية والنقلية؛ ولهذا قال الإمام الأبي ﵀، عن حديث عائشة ﵂ " فيه أن الشهادة على النفي من العالم مقبولة "، وبهذا المعنى صار قولها حديثا، فكأنه بمنزلة قوله: " لا أوصي بشيء " (٢).
ولا شك أن قبول أقوال الدعاة المخلصين الصادقين بأدلتها لمن يحتاج إلى ذلك مما ينتفع به المدعوون ويستفيدون منه، فعلى المدعو أن يتقي الله ﷿ وأن يقبل الدعوة بأدلتها من الكتاب والسنة، وأن يصدق الدعاة العلماء فيما ينفونه عن الدين والعقيدة، ولا مانع من سؤال الدعاة عن الأدلة والتثبت من أقوالهم من باب العلم والفائدة.
_________
(١) انظر: إكمال إكمال المعلم بشرح صحيح الإمام مسلم لمحمد بن خليفة الأبي ٥/ ٦٢٢، وفتح الباري لابن حجر، ٥/ ٣٦١ - ٣٦٣، وعمدة القاري للعيني، ١٤/ ٣٢.
(٢) إكمال إكمال المعلم شرح صحيح الإمام مسلم للأبي ٥/ ٦٢٢.
1 / 67