Fiqh al-Ad‘iya wa-al-Adhkar
فقه الأدعية والأذكار
Penerbit
الكويت
Nombor Edisi
الثانية
Tahun Penerbitan
١٤٢٣هـ/٢٠٠٣م
Genre-genre
٢٦ / تدبّرُ أسماء الله وصفاته وعدم تعطيلها وعِظم أثر ذلك على العبد
لا يخفى أنَّ حاجة العباد إلى معرفة ربهم وخالقهم ومليكهم هي أعظمُ الحاجات، وضرورتهم إلى ذلك هي أعظم الضرورات، وكلما كان العبدُ أعرفَ بأسماء ربه وما يستحقه من صفات الكمال ونعوت الجلال، وما يتنزّه عنه مما يضاد ذلك من النقائص والعيوب كان حظُّه من الثناء ونصيبه من المدح بحسب ذلك، والسبيل إلى تحقيق هذا المطلب الجليل والمقصد النبيل أن يتدبّر العبد أسماء الله الحسنى الواردة في الكتاب والسنة، ويتأمّلها اسمًا اسمًا، ويثبت ما دلّت عليه من معنى على وجه يليق بجلال الرب وكماله وعظمته، ويعتقد أنَّ هذا الكمال والعظمة ليس له منتهى، ويؤمن أنَّ كلَّ ما ناقض هذا الكمال بوجه من الوجوه فإنَّ الله تعالى منزّهٌ مقدّسٌ عنه، ويبذل ما استطاع من وسعه في معرفة أسماء الله وصفاته، ويجعل هذه المسألة العظيمة الجليلة أهم المسائل وأولاها بالعناية وأحقها بالتقديم ليفوز من الخير بأوفر نصيب.
روى البخاري ومسلم عن أم المؤمنين عائشة ﵂: أنَّ النبي ﷺ بعث رجلًا على سريّة، وكان يقرأ لأصحابه في صلاته فيختم بـ ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾، فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي ﷺ فقال: "سلوه لأي شيء كان يصنع ذلك؟ "، فسألوه فقال: لأنَّها صفةُ الرّحمن، وأنا أحب أن أقرأ بها. فقال النبي ﷺ: "أخبروه أنَّ الله يحبّه"١.
١ صحيح البخاري (رقم:٧٣٧٥)، وصحيح مسلم (رقم:٨١٣)
1 / 142