الباب التاسع وهو باب جامع فى بعض التركيب و اسراره وغرائب من اعماله
قد تقدم الكلام فى امهات الاجناس وهى ذوات المياه وذوات الاصماغ وذوات الالبان وذوات الادهان وان هذه الاجناس لا يتركب منها جنس فى غيره لتباعدها وتنافرها، الا انه قد يمكن بعض ذلك فيها بمعنى لطيف وعمل غريب
مثال ذلك ان تريد تركيب شجر التين فى الزيتون فوجه الحيلة فى ذلك ان تقصد الى فرع من الزيتونة فتنشره وتشقه على حسب ما قدمنا فى سائر الابواب، ويكون هذا الشق اطول قليلا مما تقدم، ثم تصنع من الفرع المقطوع بعينه لزايز فى غلظ الاصبع، وتنزل تلك اللزايز مع جنبى الفرع المشقوق، وتنزل نزولا جيدا على مثال ما يصنع فى تركيب الشق يكون فى الجانب الواحد من الفرع لزاير وفى الآخر كذلك ويكون الشق مفتوحا فى جوف الفرع يسعوا (كذا) فى ذلك الشق اصبعان (كذا) او ثلاثة ثم يقصد الى ظرف جيد نحو صحيفة واسعة او قادوس كبير ويثقب من اسفل ذلك الظرف ثقبة على قدر ما يسع الفرع المنشور فيها ويصنع خلخال اسفل الفرع المنشور بثلثى شبر ونحوه وينزل ذلك الظرف على ذلك الخلخال ثم يوخذ الطين الطيب اللزج المخدوم مثل طين الفخارين، ويبيض به حول الثقبة التى فى الظرف ويشد به ثم يوخذ من الزبل البالى المتقادم جزء ومن التربة السوداء المدمنة جزء ومن الزبل جزء ويخلط الجميع خلطا جيدا ويغربل بغربال الطعام ثم يملأ منه الشق الذى فى الفرع ويجعل باقيه فى الظرف ثم توخذ الزريعة من التين وتدفن فى ذلك الشق وتغطى بالتراب وتسقى بالماء فيصير ما فى القادوس ارضا وتراعى بالسقى ليلا يجف ارضها فان الزريعة تنبت فى الشق لا محالة وتتمكن وتغوص الاصول فى شق الثمرة وتلتحم معها فاذا تمكنت ونبتت نزع الظرف
Halaman 105