189

Fikiran Tinggi dalam Sejarah Fiqh Islam

الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي

Penerbit

دار الكتب العلمية-بيروت

Nombor Edisi

الأولى-١٤١٦هـ

Tahun Penerbitan

١٩٩٥م

Lokasi Penerbit

لبنان

Genre-genre

وذكر ذلك غير واحد من العلماء. من سيرة الشامي١، وذلك دليل ما كان له ﵇ من الاهتمام بأمر الخيل وتربيتها، وقال: "الخيل معقود في نواصيها الخير يوم القيامة" ٢، وقال تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ﴾ ٣.

١ وهي: سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، من تصنيف محمد بن يوسف الصالحي، ت سنة ٩٤٢هـ، وطُبِعَ من كتابه هذا ثلاثة أجزاء حتى سنة ١٣٩٥هـ بالقاهرة. "شذرا الذهب" "٨/ ٢٥٠". ٢ متفق عليه: البخاري في المناقب "٤/ ٢٥٣"، ومسلم في الزكاة "٣/ ٧٢". ٣ الأنفال:٦٠.

الوقف، حد الحرابة وهي إفساد السابلة: بعد اقتسام غنيمة خيبر استشار عمر النبي ﷺ في سهمه منها وحبسه في سبيل الله، فكان سنة المسلمين في التحبيس على أنواع البر والإحسان، قيل: هو أول حبس في الإسلام. كان تشريعه في السنة السادسة أو السابعة، وأقامه النبي ﷺ على النفر الذين حاربوا وقتلوا راعي النبي ﷺ، وسمَّروا عينه وغدروا وارتدوا واستاقوا ذود الصدقة، وهم من عكل وعرينة، قدموا على النبي ﷺ وهي ضعاف الأجسام بالجوع، فمرضوا بحمى المدينة، فبعهثم إلى أبل الصدقة خارج المدينة يشربون ألبانها وأبوالها يستشفون بذلك، فلمَّا شُفوا غدروا وفعلوا فعلتهم هذه، فوجَّه النبي ﷺ في أثرهم فأدركوا، ولما أُتِيَ بهم نزل قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ﴾ ١ فأقام الحد عليهم واقتصَّ للراعي بغاية الصرامة، لئلَّا يعود غيرهم، وكانت هذه القصة ما بين السادسة والسابعة، قال قتادة٢ روايه في البخاري: فحدَّثني محمد بن سيرين٣ أن ذلك كان قبل أن تنزل الحدود زاد قتادة كما في مغازي البخاري: وقبل النهي عن المثلة٤.

١ المائدة: ٣٣. ٢، ٣ قتادة بن دعامة الدوسي، ومحمد بن سيرين، من كبار التابعين، تأتي ترجمتهما في القسم الثاني. ٤ البخاري "٥/ ١٦٤".

1 / 197