فصاح روجر وهو يضم لورانس إلى صدره قائلا: إن هذه المرأة تستحق كل إعجاب وإجلال. تستحق إعجابك أيتها السيدة وإعجابك أنت وأمثالك أيها السيد.
فأجابته كلوديا: لتذهب إلى مكان آخر تتلقى فيه مثل هذا الثناء، ولتخرج من هنا، فهنا بيتي وأنا أطردها منه.
واتجهت إلى الجرس لتدعو الخدم، وإذا بها قد التقت برجل وقف أمامها، وحياها تحية تجاوزت حد التأدب، وأدركت حد السخر والتهكم، وكان هذا الشخص السير إيليا دراك، فقال لها وهو باسم: أظنني سمعتك تقولين إنك عازمة على مناداة خدمك ليطردوا من هنا والدة الآنسة بوليت؟ وأنا أغدو شاكرا لك إذا أخبرتني بأي حق وبأي صفة تقدمين على مخاشنة تلك السيدة المكرمة؟
قالت: ألا تدري إنني ربة بيتي وزوجة زوجي؟ قال: تقولين زوجك ... عفوا! عمن تتكلمين؟ ... قالت: عن الكونت دي موري، هذا الذي تراه أمامك.
قال: مهلا أيتها السيدة الحسناء؛ فإن الكونت دي موري لا يمكن أن يكون زوجا إلا لزوجة حية، أي: في عداد الأحياء ... أما أنت فإنك ميتة، وقد دفنت من زمن بعيد، فهل نسيت؟
فجعل كل من الحضور ينظر إلى الآخر ونفسه تحدثه أن السير دراك مجنون، إلا أنيبال فإنه ارتعد ارتعادا واضحا، أما كلوديا فضحكت وصاحت: ماذا تقول؟ ألا ثق يا هذا أنني حية، وسأوافيك وسائر من حضر بالبرهان على أنني لا أزال في قيد الحياة.
فأجابها السير دراك: هذا يسرني كثيرا، ولكنه يحملني على الدهش؛ لأنني أحمل إليك الآن شهادة رسمية بانتقال حضرتك إلى رحمته تعالى منذ زمن.
قالت: ماذا تقول؟
أجاب: أقول إن معي في هذه المحفظة شهادة بوفاتك، ثم شهادة ثانية بوفاة أخيك.
فقال روجر ولورانس معا: ما معنى هذا الكلام؟
Halaman tidak diketahui