ومن ذكر أمامك هذا الاسم كان مذكرا إياك بأمور وأمور!
والذي أراه أنك لا تودين أن أزور منزلك؛ لئلا أنبه فيك تلك الذكرى.
إذن تفضلي إلى بيتي فهو في ناحية دراجون رقم 20 على بعض خطى من شارع فاين.
نعم، أرى الأفضل أن تأتي إلي، فذلك خير من أن أزورك في منزلك؛ إذ يصعب عليك ولا شك أن توضحي لزوجك الأميرال السبب في حضوري.
ومهما يكن من ذلك، يوجد أمر لا بد من إقناعك به؛ هو أن صيتك وهناءك يتعلقان بكيفية تلقيك لهذه الرسالة من المطيع الخاضع.
روبر بوريل
فلما فرغت من قراءة هذه الرسالة قالت في نفسها: «الظاهر أن كاتبها نذل تكفي معاقبته بالسكوت والاحتقار، والأحسن تمزيقها وطرحها في النار. إلا أنها رجعت في الحال عن هذا العزم، وتذكرت ما اشتملت عليه الرسالة من وعيد خفي، وكانت تجهل من هو البارون دي كورديو الذي تعرفه والدتها، فخطر لها خاطر، قالت: إن الله أراد أن أكون المطلعة على هذه الرسالة دون أمي، فلماذا لا أجلو الغامض دون أن أدعها تفهم شيئا؟ فأنا أحل محلها في الزيارة التي تشير الرسالة إليها، والناحية قريبة.
ونهضت لساعتها فخرجت من المنزل قاصدة إلى شارع فارين، ومنه إلى ناحية دراجون، ووصلت إلى البيت الذي عليه رقم 20 وهو بيت حقير جدا، فترددت لما شاهدت من حقارته، لكنها ما لبثت أن طرقت الباب، فسمعت قائلا يقول لها: افتحي.
فدفعت الباب فانفتح، ودخلت بجرأة، فإذا بها ترى أمامها شابا ينظر إليها وهو مدهوش حائر، وبعد ارتباك ظاهر قال لها: من تكونين يا سيدتي؟
فلم تجبه على سؤاله، ولكنها قالت له: أأنت المسيو روبر بوريل؟ فأجابها: نعم، فاجلسي، وأدنى لها كرسيا وحيدا في غرفته، فقالت له: إنك تنتظر زوجة الأميرال فيرمن دي لامارش؟
Halaman tidak diketahui