فنظرت إلى الشرطى وأنا أبتسم - فقد كان الموقف يتطلب الهدوء والكياسة، وقلت: «هذه سيارتى يا حضرة الشاويش، فما خطب هذا الرجل»؟
فصاح الرجل: «سيارتك يا حرامى يا صفيق الوجه»؟ - إنى أسمح لك بأن تتأملها.
فدار حولها ونظر إليها من الأمام ثم من الخلف، ثم وقف أمامى وهو يرعد وينتفض ويقول: «أما مجرم.. بسرعة غيرت أرقامها؟ ولكن هل تظن أن هذا ينفعك؟».
فبدا على وجه الشرطى التردد حينما سمع أن الأرقام مختلفة، وإذا كان المفجوع فى سيارته قد طار عقله، فإن الشرطى لا يوجد ما يدعو إلى ذهاب عقله أيضا، وقلت أنا: «المسألة بسيطة. ومن المعقول أن أغير لوح رقم المرور بسرعة، ولكن ليس من المعقول أن أغير رقم الشاسيه المحفور على محرك السيارة، فتفضل واذكر هذا الرقم بعد مراجعة رخصتك إذا شئت، ثم ارفع غطاء المحرك وانظر».
ففعل فإذا الرقم مختلف جدا، وشعر بالهزيمة وأدرك أنه تجنى على جدا فبدأ يعتذر.. فسألته: «ولكن كيف يمكن أن تخطئ إلى هذا الحد..؟ هل يعقل ألا تعرف سيارتك»؟
قال: «إنه لا فرق بينهما على الإطلاق لا من الداخل ولا من الخارج».
فقال الشرطى وهو يريد أن يفض النزاع الذى تهور فيه صاحبنا: «ما دامت السيارتان متشابهتين إلى هذا الحد فإنه معذور».
قلت: «وهل كنت تعذرنى لو كنت أخطأت مثل خطئه وذهبت أسب الناس وأتهمهم بالسرقة»؟
قال: «طبعا.. صحيح إنه تهور فى الاتهام قبل التثبت، ولكنه معذور فى خطئه فى معرفة السيارة».
قلت: «وإذا دللتك على سيارتك هل تشكرنى.. أم تستأنف اتهامك لى بالسرقة»؟
Halaman tidak diketahui