قال: «رأيت اللبان داخلا، فلما خرج.. وقفت أنادى فلم يرد أحد فدخلت».
فمال حامد إلى تصديقه وكان مستعجلا، فقد ترك الفتاة عند النافذة فقال: «طيب كل واخرج.. خدها كلها على السلم».
ودفعه وأغلق الباب وراءه وهم بأن يعود، فسمع وقع أرجل.. ولكنه لم يعبأ بذلك، وكر راجعا إلى الغرفة، فإذا أبوه واقف ينظر إلى الراديو ويضحك فلم يفهم ومضى إلى النافذة وأطل، فلم ير أحدا، فالتفت إلى أبيه يريد أن يسأله، ثم آثر العدول. وسمع دقا على باب المطبخ وصوتا ناعما يناديه ، فذهب يعدو وفتح الباب وإذا به يرى شرطيا ضخما مفتول الشاربين وفتاته، والرجل بينهما وفى يده السلطانية فارغة، فارتد حامد خطوات وقال: «ما هذا»؟
قالت صفية: «لقد صح ظنى.. الحمد لله..».
فقال حامد ببلاهة: «تفضلوا..» وأفسح لهم الطريق ثم أردف: «ولكن لماذا الشرطى»؟
فقالت صفية وهى تدخل: «لماذا؟ أو تسأل؟ ألا تعلم لماذا؟ للص يا روحى» فكاد يضع يده على فمها، ولكن أباه كان قد خرج فلم تبق أى فائدة.
وقال حامد: «بابا.. هذه صفية.. جارتنا.. بنت أحمد بك.. لا ليس هذا لصا.. أنا أعطيته السلطانية ليأكلها..».
فقال الشرطى: «إذا كان الأمر كذلك فلا داعى لوجودى. سعيدة».
وخرج وهو ينظر إلى صفية نظرة محنق. وقالت صفية: «شرفت يا عمى..».
فتمتم الرجل وهو مطرق، وقال حامد: «أ.. أ.. نحن.. أعنى صفية وأنا.. اء.. خطيبان.. اتفقنا على الزواج.. بعد موافقتك طبعا..».
Halaman tidak diketahui