Dalam Teman dan Sahabat
مع الشيخ عبد الله السعد في الصحبة والصحابة
Genre-genre
سابعا: خطاب الإجمال لا يتناول جميع الأفراد
الفضل في العموم لا ينزل على كل فرد.
وغزو المسلمين للروم ليس بأفضل ولا أشرف من غزو النبي صلى الله عليه وآله وسلم للكفار واليهود ومع ذلك لم يكن كل الذين غزوا مع النبي مبرئين من النفاق أو الظلم وكان فيهم أفراد متهمون كقزمان وكركرة ومعتب بن قشير والجلاس بن سويد ومحلم بن جثامة وغيرهم ظهرت منهم أشياء سواء في الغزوات وهذه الأشياء ذكروا بها في كتاب الله عز وجل في كتابه أو جاء ذلك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أحاديث صحيحة أو نقلها المحدثون وأهل العلم بالسير والأخبار.
فمعتب بن قشير قيل أنه قد شهد بدرا وبقي الخلاف فيه هل هو من المنافقين أم من المؤمنين الصادقين؟ وراجعوا إن شئتم تراجمه في الإصابة وغيرها فالخلاف فيه مشهور بين الصحابة والتابعين وغيرهم من علماء السلف.
وكذا الحال في كثير من المتهمين كالجلاس بن سويد وذي الخويصرة وقد شهد الرضوان وأوس بن قيظي وقد شهد أحدا وغيرهم أما ما نفهمه اليوم ونفهمه الناس بأن الله عز وجل قد غفر للصحابي ما تقدم من ذنبه وما تأخر فهذا يخالف فهم الصحابة أنفسهم الذين كانوا يخشون من العذاب ويتمنى الواحد منهم أنه يموت لا عليه ولا له، ولو كان يعرف أن الأحاديث التي جاءت في فضل الصحابة لها الدلالة القطعية على كل فرد وأنها ليست مشروطة بحسن الإسلام والبقاء على الإسلام وصلاح السيرة لأدركهم الإرجاء ولما شك بعضهم أنه في الجنة.
تدبروا سير الصحابة الكبار فضلا عن غيرهم وانظروا كيف يفهمون هذه الأحاديث؟ وهل يفهمون فهمنا أم أننا على غير فهم السلف الصالح؟ أم أن الصحابة ليسوا من السلف الصالح؟ وهل فهم النواصب وغلاة الحنابلة وغلاة المرجئة أولى بالصواب حتى يدخل في الفضل والتبشير بالجنة سائر الطلقاء ويصبحوا على قدم المساواة مع من أقام الدين من المهاجرين والأنصار الذين هم مبشرون في جملتهم لا في أفرادهم بالجنة؟
Halaman 195