Dalam Kesusasteraan dan Kehidupan
في الأدب والحياة
Genre-genre
على أن نهضة العرب العلمية الأدبية كانت إذا قيست بنهضة النصرانية في أوروبا، مصبوغة بالكثير من ضروب التسامح الديني والعقلي؛ لهذا نجد أن العرب لم يأنفوا من التعريب في المفردات، بل ضحوا كثيرا من أساليب اللغة في سبيل التعبير الحرفي عن المعاني التي نقلوها إلى لغتهم في الفلسفة والعلوم، وهذا التطرف إن كان غير محدد الأثر ولم يفد العربية فائدة كبرى، غير أنه يصح أن يتخذ دليلا على تحرر عقولهم، وعلى استعدادهم لتضحية أساليب اللغة في سبيل تنمية الفهم والمعرفة، والبرهان الأقوى على هذا تلك التراجم التي خرجت من يد حنين بن إسحق، وإسحق ابنه، وحبيش الأعسم، وغيرهم من المترجمين في العصر العباسي؛ تلك التراجم التي ضحت فيها اللغة العربية وأساليبها أي تضحية ابتغاء النقل على أية صورة.
هذا التسامح الكبير كان مضرا باللغة، ولكنه كان مفيدا في تربية نشء اصطبغ بالصبغة اليونانية السريانية، واستطاع بعد قليل تكوين مدارس لها أثرها الخالد على تاريخ الفكر.
أما اليوم فلسنا في حاجة إلى تضحية كثير من أسلوب اللغة على ما أعتقد، والسبب في هذا على ما يخيل إلي، أننا أوقف على أسرار اللغات التي نترجم عنها، من مترجمي العصر العباسي وغيره من العصور؛ ولذا نلاحظ أن اللغة العربية بين أيدينا أطوع في التعبير وأسلس في القياد، لا لأننا أوقف منهم على أسرارها، بل لأننا أوقف على أسرار اللغات التي ننقل منها.
غير أنه ينقصنا شيء واحد توافرت لدى العرب أسبابه؛ ينقصنا في ناحية المراجع العليا التشجيع، وينقصنا في ناحية أنفسنا حبنا للعلم لذاته لا لنتائجه المادية، أما إذا توافرت لدينا الأسباب فإننا نستطيع أن نكون لغة علمية عربية صحيحة، تكفي حاجات العلم الحديث.
ماذا ينقص الشرق؟
يقولون بأن الشرق تنقصه الأخلاق، ويقولون بأنه ينقصه الإتقان، كما يقولون بأن الشرق في حاجة إلى إصلاح ذات النفوس على وجه عام. غير أني أرى أننا أحوج ما نكون من هذه الأشياء إلى تشرب روح الفن، وما أقصد بروح الفن دراسته ومعرفة تاريخه، ولا أقصد أن يكون الفن حرفة عند جميع الناس، أو مرتزقا أو مهنة يمتهنونها، بل أقصد بتشرب روح الفن أن يصبح كل إنسان فنانا بميوله المكتسبة.
يجب أن يتعود الشرقيون النظر إلى أعمالهم نظر الفنان إلى فنه، وبذلك يكتسبون روح الإتقان ويحبون العمل، لا لأجل مزاياه المادية أو عوائده المالية، بل يحبونه كفن يجب إتقانه أولا، ولا جرم أن ذلك يعود بكسب مادي مضعف؛ ذلك لأن الناس يحبون الفن، ويحبون الجمال، بغرائزهم، فإذا تسربت روح الفن وروح الجمال إلى المنتوجات والمستحدثات، عاش الفن وازدهر وأصبح الفن قاعدة الحياة.
حاجتنا إلى الشك
الفرق بين الإنسان في عصوره الأولى والعصر الحاضر، من حيث النزعات العقلية، أنه في أزمانه الغابرة كان يحتاج إلى الاعتقاد، أما الآن فإنه يحتاج إلى الشك.
اكتفى الإنسان في عصوره الأولى بأن يعلل الأشياء تعليلات ظاهرية بما أوحى إليه تصوره، أما في العصر الحاضر فإن النقد قد استوى على عرش العقل البشري حاكما بأمره، ولهذا فنحن أحوج الآن إلى الشك منا إلى الاعتقاد.
Halaman tidak diketahui