Dalam Kesusasteraan dan Kehidupan
في الأدب والحياة
Genre-genre
كذلك الحال إذا رجعت إلى أهل الوثنية وقلت لأحدهم: «الصنم في الله.» لرد قولك فورا بأن «الله في الصنم»، على أن الحقيقة على عكس ذلك تماما؛ وذلك لأنه يدرك المادة إدراك الحس، ولا يدرك الله إلا إدراك معنى، وعلى هذا قامت الكفايات الإنسانية، وعلى هذا توورثت على مر السنين والأحقاب.
أين أثر الطغيان؟
كنت أسير على شاطئ البحر الأبيض المتوسط ذات يوم، وقد تجمع على الشاطئ عدد من الأطفال الصغار انقسموا إلى جماعات عديدة، فأخذ جماعة منهم يصورون على الرمال صور حيوانات عديدة ، وأخرى في تخطيط صورة بيت كبير. وبدأ الأطفال يتنازعون ملكيته، وبدأت جماعة أخرى تبني من الرمال صور بيوت شبيهة بالبيوت التي يبنيها النمل وكثير من الحشرات. وبينما كنت أجيل الطرف في ألاعيب الأطفال، وأتأمل فيما ترى إليه تصوراتهم، هاجمتنا موجة كبيرة ذهب مداها إلى آخر ما خطت يد الأطفال على الرمال، فلم تترك منه عوجا ولا أمتا، كأنما الرمال اللينة قد ابتلعت مع مد الموجة كل ما رسم فوقها من آثار.
أليس في هذه الحالة شبه باغتصاب حق الشعوب قسرا وقوة، أين الأثر الذي خلفه الرومان في أرض بريطانيا العظمى؟ وأين الأثر الذي تركته مصر في غربي آسيا؟ وأين الأثر الذي تركه الإسكندر المقدوني فيما فتح من ممالك العالم؟ وأين أثر القوة التي اغتصبت حقوق الشعوب على مدى الأزمان؟ أين الأثر الطبيعي الذي خلفه هنيبعل وقمبيز وهولاكو وجنكيز خان؟ مدت عليهم موجات الحق الطبيعي، وطمت عليهم فورات الشعوب، فلم يبق من ذلك إلا الأمم، تتناوبها دورات الانتصار والانكسار، وهي ثابتة لا تتغير ولا تتبدل.
كفايات الشرق
ليست القوة المادية وحدها دليلا على تسود الشعوب من حيث الصفات المدنية، وإن كانت دليلا لا يدفع على تسودها الحربي، فقد غزا الرومان بلاد اليونان، وكانوا أقل من اليونان كفاية، من حيث المواهب العقلية والأدبية.
من يدرينا اليوم، لعل في شعوب الشرق من المواهب الكامنة ما يظهر بعد قليل من الأجيال، وإن استعمارها اليوم هذا الاستعمار القائم على القوة وقتل الكفايات، كان من أكبر البلايا التي أصابت الإنسانية، وصدتها عن التقدم والارتقاء.
الترف والانحلال
ذاع الاعتقاد بين الباحثين في الاجتماع، أن الترف والانغماس في الملذات، مما يقذف بالأمم والشعوب في مهاوي الفساد والانحلال، غير أني أرى أن الانغماس في الملاذ والترف مظاهر تدل على عوامل الانحلال، وعناصر للفساد أبعد غورا في نفوس الأفراد والجماعات مما يتخيل الكثيرون من الباحثين.
الجامعة الشرقية
Halaman tidak diketahui