Dalam Kesusasteraan dan Kehidupan
في الأدب والحياة
Genre-genre
فهل يمكن أن يقول هذا القول ملحد كافر بالله؟
قرأت في أحد خطابات داروين إلى طالب ألماني، على ما أذكر، أنه كثير الشك فيما يمكن أن يكون وراء هذه الحياة، من النعائم التي بشرت لنا بها الأديان، بانيا حكمه، وإن شئت فقل شكه، على كثرة ما يرى في هذه الحياة، من ضروب التعاسة والشقاء، غير أنه على الرغم مما في هذه المقابلة من الفوارق البعيدة، فإنها تدل على نزعة الرجل الاعتقادية، فهو في الواقع رجل مؤمن بالله ولكنه إزاء الإيمان «لا أدري» صميم، ولو أنه زادنا في خطاباته شيئا، ولو ضئيلا، يدل على متجهه الاعتقادي، لقلنا بأنه شكي صرف إزاء الأديان، وإن كان ثابت الاعتقاد بوجود مدبر يدبر هذا الكون، ولا جرم أن هذا هو معتقد كثير من المؤمنين، الذين لم يستطيعوا أن يلغوا العقل، كما أنه معتقد كثير من العقلاء الذين لم يستطيعوا أن يلغوا الإيمان جملة.
الشخصية
لما أدركت جالينوس الوفاة استلقى على فراشه وقال: «إن المدبر الذي يدبر الجسم قد عجز عن تدبيره.» وأوصى أفلاطون أن يكتب على قبره هذه الكلمات: «أيتها الأرض، إن كنت مخفية جسد أفلاطون، فإنك لا تستطيعين الدنو من نفسه التي لا تموت.»
فأي التصورات قامت في ذهنيهما وهما على باب الأبد السحيق؟ أيدل ظاهر هذه الكلمات على حقيقة ما قام في وجدانهما؟ لا أظن ذلك؛ بل أتخيل أن ما قام لديهما من التصورات مختلف تمام الاختلاف عما يدل عليه ظاهر هذه الكلمات، فإن شهوة التأليف مثلا قد تقوم في ذهن عدد عديد من الناس، ولكن منهم من يطلب المال، ومنهم من يسعى وراء الشهرة، وقليل منهم من يبغي نفع الناس، فالدافع واحد، ولكن التصورات التي تختفي وراء الدوافع النفسية مختلفة، وفي تضاعيف هذه التصورات تكمن حقيقة الشخصيات.
كلمات لطاغور الشاعر الإلهي «هل الشفقة شيء خصت به الذوات الفانية الضعيفة وحدها، ولم تخص به الآلهة؟ إن الغوث يجب أن يبذله الإنسان إذا ضنت به السماء.» «لا يمكن أن تمتع الخطيئة بعمر مديد كهذا، هل يمكن أن تكون تلك المراسم التعبدية التي نشأت وأرباها تطاول الزمان حتى أعتقت تحت أقدام الآلهة من الخطيئات.» «لقد بدأ الليل يرخي ظلامه، وتشتد حلكته، إنه يتربع على هام الوجود، إنه امرأة مهجورة، أما هذه النجوم، فدموعها استحالت نارا.» «كم هي صغيرة هذه الأرض، وكم هي محصورة الجوانب، حيث تقوم الآفاق الدائمة من حولها ، ترمقها وتتبعها أينما سارت . إن الأشجار والمنازل ومجموع الأشياء القائمة من حولي تغشي على باصرتي، والضوء كقفص يحول بيني وبين ظلام اللانهاية، والساعات تصيح داخل حدودها كأطيار مأسورة، ولكن، لأي شيء يتدفق هذا الجمع في هذه الجلبة، ولأي غرض؟ إنهم ليلوحون لي كأنهم في خوف مستمر من فقدان شيء لن تناله أيديهم.»
فازانتي (للناسك) : «لست أفهم ما تقوله يا أبتاه، خبرني، ألا يوجد في هذه الدنيا الفسيحة من حمى.»
الناسك : «حمى؟ ألا تعرفين أن هذه الدنيا عبارة عن هوة لا قرار لها؟ فجموع هذه الخلائق إنما تخرج من ثقب العدم باحثة عن حمى يحميها، ومن ثم تدخل ثانية في فوهة الفراغ اللامتناهي، وهنالك تفقد آثارها، ها هي أشباح الكذب والرياء تتخايل من حولنا، رواحا وجيئة في سوق الأوهام والخيالات، ولا تبيعنا من غذاء، اللهم إلا عدما باطلا، إنها إنما تحرك فينا نهمة الجوع ثم لا تكفينا، ابتعدي من ثم يا بنيتي ابتعدي.»
فازانتي (للناسك) : «ولكن يلوح لي أنهم سعداء جد السعادة في هذه الدنيا يا أبتاه، ألا نستطيع أن نلحظهم من جانب الطريق.»
الناسك : «وا أسفاه! إنهم لا يفقهون شيئا، إنهم لا يرون أن هذه الدنيا موت ممتد إلى اللانهاية، إنها تموت كل برهة، ومع ذلك فإنها لا تصل إلى غاية، ونحن مخلوقات هذه الدنيا إنما نعيش ونتغذى على الموت.»
Halaman tidak diketahui