تلميذ العطار، ولد 1204ه-1789م, وهو مغربي الأصل كأستاذه، ونزح أهله إلى بلدة الخليل بالشام، وجاء والده إلى القاهرة وأقام بها، فولد فيها المترجم، ونال شهرة عظيمة في العلوم، وكان مع ذلك يشتغل بالتجارة، وصارت # له مع أهل الشام صلات تجارية، ومن تأليفه شرحه المطول على منظومة الشيخ العطار في النحو، وكان قد قرظها من قبل بقوله:
منظومة الفاضل العطار قد عبقت ... منها القلوب بريا نهكة عطره
لو لم تكن روضة في النحو يانعة ... لما جنى الفكر منها هذه الثمرة
وله كتاب إنشاء ومراسلات، وكتاب نيل الأرب في مثلثات العرب، وهو مزدوجات ضمنها الألفاظ المثلثة الحركات، المختلفات المعاني، كمثلثات قطرب، وقد طبع بمصر، ونقله إلى الإيطالية المستشرق "إريك فيتو" قنصل إيطاليا ببيروت, وهو أرجوزة طويلة مطلعها.
يقول من أساء واسمه حسن ... لكن له ظن بمولا حسن
فكم لملواه عليه من منن ... بالعد لا تدخل تحت الحصر
ويقول في المنظومة:
جمعت فيها الكلمات اللاتي ... تكون في الشكل مثلثات
أبدا بالمفتوح ثم آتي ... بالضم لكن بعد ذكر الكسر
وهاك مثلا من مثلثاته:
أجمة الحلفاء هي الأباء ... والامتناع من كذا إباء
والغيث كان يا أخي أباء ... وهو كراهة الطعام فادر
وهي ألفان ومائتان وعشرة أبيات، ومن مطبوعات جمعية المعارف.
وكان مشهورات بالتأريخ الشعري, وقد أرخ وفاته وهو مريض سنة 1263ه بقوله: "رحمة الله على حسن قويدر" ومما يروى من شعره قول:
يا طالب النصح خذ مني محبرة ... تلقى إليها على الرغم المقاليد
عروسة من بنات الفكر قد كسيت ... ملاحة، ولها في الخد توريد # كأنها وهي بالأمثال ناطقة ... طير له في صميم القلب تغريد
Halaman 48