وظهرت قوة اللغة العربية كذلك، وأنها تستطيع أن تتحدى الاستعمار، وتسير في النهج العريض الذي خطه محمد علي وعبدته حكومة إسماعيل، على الرغم من العقبات التي أقامها الإنجليز أمامها؛ في رغبة العلماء والأدباء في أن يعرفوا أبناء أمتهم كثيرا من أسس الحضارة الغربية، لعلمهم أن الاستعمار مهما كان جامحا عنيفا, لا يستطيع أن يستولي على إرادة العلماء ويمنعهم من # الاستمرار في تغذية اللغة العربية بهذه النفائس، وقد شملت الترجمة في هذا العصر الذي نؤرخ له ألوانا جديدة من الفكر الغربي، فهناك "الاقتصاد السياسي"، وكان العرب يطلقون عليه المعاش, ومن الكتب التي وضعت أو ترجمت في هذا الموضوع:
1- كتاب الاقتصاد السياسي, أو فن تدبير المنزل, لخليل غانم 1879.
2- أصول الاقتصاد السياسي, لرفلة جرجس 1889، وهو مقتبس من كتب إفرنجية عديدة.
3 كتاب الاقتصاد السياسي, لجيفرنس, نقلته جمعية التعريب سنة 1892.
4- مبادئ الاقتصادي السياسي, تأليف محمد حسين فهمي.
5- الموجز في علم الاقتصاد ل "بول لروابوليه", نقله حافظ إبراهيم وخليل مطران في خمسة أجزاء بأمر حشمت ناظر المعارف سنة 1913.
وهناك "علم الاجتماع" وقد مر بك كيف بدأ هذا العلم على يد جمال الدين ومدرسته, وكيف شخصت أدواء الأمة الاجتماعية، ووصف لها الدواء على يد أديب إسحاق وعبد الله نديم ومحمد عبده، ولكن ما كتبه هؤلاء لم يبن على أصول علمية ثابتة، وقواعد مقررة، وإنما كان وليدة الخبرة والملاحظة والتجربة، وكان لا بد للنهوض بهذا العلم من دراسته عند علماء الغرب, ونقل أجل آثاره، مع تطبيق نظرياته على المجتمع المصري وعاداته وتقاليه وشرائعه وبيئته.
Halaman 366