Faysal Pertama: Jelajah dan Sejarah
فيصل الأول: رحلات وتاريخ
Genre-genre
باللغة العربية؟ فجاب السؤال المائدة من شرقها إلى غربها، وما كان موفقا، ثم عاد إلى صاحبه يعزي جهله بالجهل العام.
وفي تلك الدقيقة فرغ صبر الملك فيصل فتثاءب، نعم، تثاءب مرتين، فقلت في نفسي ما أحوج الملوك إلى الندماء أمثال أبي نواس!
وما أحوجنا إليهم نحن الضيوف كذلك؛ فقد كان حالنا يزيد ولا ريب بغم الملك، وما كان هذا الملك - وهو سيد بغداد الأكبر - يملك خاتما من خواتم السحر التي كانت تصنع ها هنا عهد الجن، فيفركه ويأمر عبده بأن يحضر أبا نواس في الحال، ولكنه أمر بتلك التي كانت لأبي نواس المعشوقة الأولى، نعم، أمر بالخمرة إكراما للإنكليز، وغض الطرف عمن استسلموا إليها من العراقيين.
وما كانت حتى الخمرة مفلحة، فلا البيضاء منها ولا الذهبية، لا الهادئة في سحرها ولا المترقرقة، استطاعت أن تحل العقال، أو تزيل شيئا من سوء الحال، فقد ظل الحديث باردا جامدا يسير بحذر وبطء كمن يمشي في نومه، وكل يود أن يرسل فيه شيئا من حرارة الحياة، فيحاول ثم يحاول، ثم يسكت.
وهاك القائد العام، وقد ولى وجهه عن الملك، يحدث جارته الجميلة في موضوع إحدى الروايات التي ظهرت أخيرا في لندن، وقد انجذب جعفر العسكري إلى الحديث، فتركني أنا الجالس أمامه، تركني وحدي لأحل مشكل السيدة الحزينة إلى يساري.
وما مشكلها؟ إن حضرة الفاضلة النجيبة لفي شوق محرق إلى البيانو، وكيف تستطيع محبة الموسيقى أن تعيش - خصوصا في بغداد - بدون بيانو؟! إنها تشتهي بيانو من الطراز الأول، ولا تجد في هذه المدينة المفتقرة إلى الموسيقى بيانو واحدا للبيع أو للأجرة، حتى من الطراز العاشر. قلت: «ولم لا تطلبينه من لندن؟»
فأجابت: «لأن أجرة الشحن تبلغ ضعفي ثمنه.» وراتب زوجها المستشار لا يمكن من ذلك، إنه حقا لأمر محزن. فيم الإقامة بالزوراء ولا بيانو فيها، ولا صدى صوت للموسيقى؟!
ليت شعري بحديث المآدب الملكية ماذا يكون، لولا الطقس والرواية الأخيرة والبيانو؟ لولاها لتم فينا التقليد العربي، فنتجرع، بين الغصة والغصة، كئوسا مترعة من الصمت المهيب. •••
كنت مقيما تلك الأيام في محلة الشيخ، في جوار مولانا عبد القادر الكيلاني - قدس الله سره - وعلمت تلك الليلة، بعد رجوعي من المأدبة الملكية، أن المنزل قريب من مقام قدسي آخر للولي عيدروس الذي تعرفت به يوم كنت في عدن، فشاء الله أن أقيم في ظله كذلك في بغداد.
إنها لنعمة سابغة هذه التي تلحفك، وأنت نائم بين وليين كريمين، فأسلمت إليهما الروح المؤمنة حتى بحسن نيات من يؤدبون المآدب، فأعيدت إلي صباحا وهي لا ترى في هذا الوجود كله غير الفجر، الفجر الفضي، الدري الذهبي، وكأنها رأته لأول مرة في حياتها الدنيا، فهتفت مهللة متغزلة.
Halaman tidak diketahui