فمن الواجب أن تتصف الموسيقى الدينية «بالقداسة والطهر». وينبغي أن تكون خصائصها ملائمة لشعائر الصلاة، وأن يستبعد منها كل «دنس» سواء أكان ذا طابع لحني أم كان متعلقا بطريقة أدائها. كذلك ينبغي أن تكون الموسيقى الدينية «سليمة القالب» إذا شاءت «أن تمارس في أذهان مستمعيها تلك الفعالية التي تهدف الكنيسة إلى بلوغها، بسماحها بفن الأصوات الموسيقية في مجال الشعائر الدينية.»
3
ومن الواجب أن تتصف الموسيقى الدينية ب «الشمول»؛ فعلى حين أنه يصرح لكل أمة بأن تدخل موسيقاها القومية في الكنيسة، فمن الواجب أن تخضع هذه الموسيقى للمقتضيات الأساسية للموسيقى الدينية، المتعلقة بالشعائر الكاثوليكية، حتى يمكن أن تقبل موسيقى البلد الواحد بوصفها موسيقى دينية في البلد الآخر.
وأضاف واضعو هذه الفتوى أن تلك الصفات الثلاث تتمثل على أكمل نحو في الأناشيد الجريجوريانية التي ظلت تعد دائما أرفع أنموذج للموسيقى الدينية «فكلما اقترب العمل الموسيقي المخصص للكنيسة في حركته ووحيه ومذاقه من القالب الجريجوري ازداد بذلك اقترابا من الصبغة الدينية والشعائرية، وكلما تنافر مع هذا الأنموذج الأرفع، كان أقل جدارة بأن يؤدى في المعبد.»
4
وإذن فالكنيسة الكاثوليكية تريد أن تستخدم الأناشيد الجريجورية، وهي النوع الوحيد من الأناشيد الذي ورثته من آباء الكنيسة الأولين، مرة أخرى على نطاق واسع لممارسة الشعائر الجماهيرية للعبادة. وتقول هذه الفتوى إن الدراسات الأخيرة أعادت للأناشيد الجريجورية تكاملها ونقاءها الأصليين،
5
وإن من الواجب في الوقت الحالي بذل جهود خاصة لتشجيع استخدام الناس لهذه الأناشيد التقليدية «حتى يقوم المؤمن مرة أخرى بدور إيجابي في المهام الكنسية، كما كانت الحال في العهود القديمة.»
6
وتذكر هذه الوثيقة أن البوليفونية الكلاسيكية، ولا سيما في مدرسة روما التي بلغت أوج كمالها خلال القرن السادس عشر في مؤلفات بالسترينا، تتصف بكل الخصائص الموسيقية التي توجد في الإنشاد الديني؛ ف «البوليفونية الكلاسيكية تتفق اتفاقا رائعا مع الأناشيد الجريجورية ... ومن هنا تبين أنها تستحق مكانا إلى جانب هذه الأناشيد، في أداء المهام الرسمية للكنيسة ...»
Halaman tidak diketahui