Teori Kekacauan: Pengenalan yang Sangat Singkat
نظرية الفوضى: مقدمة قصيرة جدا
Genre-genre
بسبب غياب مسمار فقدت الحدوة،
بسبب غياب الحدوة فقد الجواد،
بسبب غياب الجواد فقد الفارس،
إذ اختطفه العدو وذبحه،
كل ذلك بسبب غياب مسمار حدوة الجواد.
لا نسعى إلى شرح أصل عدم الاستقرار في الفوضى، بل نسعى إلى تفسير تصاعد عدم اليقين «بعد» بذر البذرة الأولى؛ وفي هذه الحالة، نهدف إلى تفسير كيف فقد الفارس بسبب مسمار ضائع، وليس حقيقة ضياع المسمار في حد ذاتها. في حقيقة الأمر - بالطبع - إما أنه كان ثمة مسمار أو لم يكن ثمة مسمار، بيد أن الأغنية السابقة تخبرنا أنه إن لم يفقد المسمار، لم تكن المملكة لتضيع أيضا. سنستكشف في كثير من المواضع خصائص النظم الفوضوية من خلال بحث تأثير مواقف مختلفة قليلا.
تشيع دراسة الفوضى في العلوم التطبيقية مثل علم الفلك، وعلم الأرصاد الجوية، وعلم أحياء السكان، وعلم الاقتصاد. قدمت العلوم التي زودتنا بملاحظات دقيقة حول العالم إضافة إلى توقعات كمية، أهم المسببات التي ساهمت في تطور الفوضى منذ عصر إسحاق نيوتن. ووفق قوانين نيوتن، يتحدد مستقبل النظام الشمسي تماما من خلال حالته الراهنة. وضع العالم بيير لابلاس، الذي عاش في القرن التاسع عشر، هذه الحتمية في مرتبة مهمة في العلم؛ فالعالم الذي تحدد حالته الراهنة مستقبله تحديدا تاما يكون عالما حتميا. قام لابلاس عام 1820، باستحضار كيان بات يعرف الآن باسم «شيطان لابلاس»، وهو بذلك ربط من حيث المبدأ بين الحتمية والقدرة على التوقع من ناحية، وبين مفهوم النجاح في العلم من ناحية أخرى.
ربما ننظر إلى الحالة الراهنة للكون باعتبارها نتاجا لماضيه وسببا في مستقبله. إذا كانت هناك قوة ألمعية تستطيع في لحظة معينة معرفة جميع القوى التي تحرك الطبيعة، وجميع مواضع الأشياء التي تتألف منها الطبيعة، فضلا عن كون هذه القوة كبيرة بما يكفي لإخضاع هذه البيانات للتحليل، فسوف تتمكن من جمع كافة حركات الأجساد الكبرى في الكون، وحركات أصغر الذرات في معادلة واحدة. وبالنسبة إلى هذه القوة، لن يكون ثمة شيء غير مؤكد، وسيكون المستقبل تماما مثل الماضي ماثلا أمامها.
لاحظ أن لابلاس كان يتمتع بالبصيرة بحيث منح شيطانه ثلاث خواص؛ ألا وهي: المعرفة الدقيقة التامة بقوانين الطبيعة (جميع القوى)، والقدرة على التقاط صورة سريعة للحالة الدقيقة للكون (جميع المواضع)، وكذلك قدرات حسابية لا نهائية (قوة كبيرة بما يكفي لإخضاع هذه البيانات للتحليل). وبالنسبة إلى شيطان لابلاس، لا تمثل الفوضى أي عائق تجاه عملية التوقع. وسنبحث خلال هذا الكتاب أثر إزالة واحدة أو أكثر من هذه الخواص.
منذ عصر نيوتن وحتى نهاية القرن التاسع عشر، كان معظم العلماء علماء أرصاد جوية أيضا. ترتبط الفوضى وعلم الأرصاد الجوية ارتباطا وثيقا أحدهما بالآخر، عبر اهتمام علماء الأرصاد الجوية بالدور الذي يلعبه عدم اليقين في توقعات الطقس. تجاوز اهتمام بنجامين فرانكلين كثيرا بعلم الأرصاد تجربته الشهيرة في إطلاق طائرة ورقية أثناء عاصفة رعدية. ويرجع الفضل إلى بنجامين فرانكلين في رصد الحركة العامة للعواصف والتي تتحرك من الغرب تجاه الشرق، واختبار هذه النظرية عن طريق كتابة خطابات من فيلادلفيا لأصدقائه في مدن أبعد في الشرق للحصول منهم على توقعات للطقس. وعلى الرغم من أن الخطابات كانت تستغرق وقتا أطول من العواصف لتصل إلى وجهتها، كانت هذه ربما بمنزلة إرهاصات مبكرة لتوقعات الطقس. اكتشف لابلاس بنفسه قانون انخفاض الضغط الجوي مع الارتفاع، كما أسهم إسهامات أساسية في نظرية الأخطاء التي تنص على أنه عند إجراء ملاحظة أو رصد لشيء ما، لا تكون قيمة القياس دقيقة تماما من الناحية الرياضية؛ لذا دوما ثمة شيء من عدم اليقين فيما يتعلق بالقيمة «الحقيقية». يقول العلماء عادة إن أي نوع من عدم اليقين في أي عملية ملاحظة يرجع إلى «التشويش»، دون تحديد ماهية التشويش على وجه الدقة، اللهم إلا وصفه بأنه ما يربك رؤيتنا لأي شيء نحاول قياسه، سواء كان ذلك طول مائدة ما، أو عدد الأرانب في حديقة ما، أو درجة الحرارة في منتصف النهار. يفضي التشويش إلى «عدم اليقين في الملاحظة»، وتسهم الفوضى في فهمنا كيف يمكن أن تصير الأشياء غير اليقينية البسيطة أشياء غير يقينية كبرى، بمجرد وضع نموذج للتشويش. تكمن بعض الرؤى المستمدة من الفوضى في تفسير الدور (الأدوار) الذي يلعبه التشويش في آليات عدم اليقين في العلوم الكمية. صار التشويش أكثر إثارة للاهتمام؛ إذ تجبرنا دراسة الفوضى على إعادة النظر فيما قد نعنيه بمفهوم القيمة «الحقيقية».
Halaman tidak diketahui