371

Fawat Wafayat

فوات الوفيات

Editor

إحسان عباس

Penerbit

دار صادر

Nombor Edisi

الأولى

Lokasi Penerbit

بيروت

وقماش وأموال وبضائع وضياع.
قال أبو القاسم علي بن المحسن ابن علي التنوخي عن أبيه قال (١): حدثني أبو الحسن أحمد بن محمد بن جعلان، قال: حدثني أبو علي أحمد بن الحسين بن عبد الله بن الجصاص الجوهري قال: قال لي أبي: كان بدء يساري أني كنت في دهليز حرم أبي الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون، وكنت وكيله في ابتياع الجوهر وغيره مما يحتاجون إليه، وما كنت أفارق الدهليز لاختصاص به، فخرجت إلي قهرمانة لهم في بعض الأيام، ومعها عقد جوهر فيه مائتا حبة، لم أر قبله أفخر ولا أحسن منه، تساوي كل حبة منه مائة ألف دينار عندي، قالت: نحتاج أن تخرط هذه حتى تصغر فتجعل في آذان اللعب وفي قلائدهم، فكدت أطير، وأخذتها وقلت: السمع والطاعة، وخرجت في الحال مسرورًا، وجمعت التجار، ولم أزل أشتري ما قدرت عليه، إلى أن جمعت مائة حبة أشكالًا في النوع الذي طلبته وأرادته، وجئت عشيًا وقلت: إن خرط هذا يحتاج إلى زمان وانتظار، وقد خرطت اليوم ما قدرنا عليه، وهو هذا، ودفعت إليها المجتمع وقلت: الباقي يخرط في أيام، فقنعت بذلك وأعجبها الحب؛ وخرجت، فما زلت أيامًا (٢) في طلب الباقي حتى اجتمع فحملته إليهم، وقامت عليّ المائتا حبة بدون المائة ألف درهم، وأخذت منهم جوهرًا (٣) بمائتي ألف ألف دينار، ثم لزمت دهليزهم، وأخذت لي غرفة كانت فيه فجعلتها مسكني، وكان يلحقني من هذا أكثر مما يحصى، حتى كثرت النعمة وانتهيت إلى ما استفاض خبره.
وحكى ابن الجصاص قال: كنت يوم قبض عليّ المقتدر جالسًا في داري وأنا ضيق الصدر، وكانت عادتي إذا حصل لي مثل ذلك أن أخرج جواهر (٤)

(١) نشوار المحاضرة ٢: ٣١٢.
(٢) ص: أيام.
(٣) ص: جوهر.
(٤) ص: جواهرًا.

1 / 373