291

Fawat Wafayat

فوات الوفيات

Penyiasat

إحسان عباس

Penerbit

دار صادر

Nombor Edisi

الأولى

Lokasi Penerbit

بيروت

سنة إحدى وتسعين وثلثمائة.
ومن شعره رحمه الله تعالى:
من أخمل النفس أحياها وروّحها ... ولم يبت طاويًا منها على ضجر
إن الرياح إذا اشتدت عواصفها ... فليس تقصف إلاّ عالي الشجر قال السلفي: كان ابن حنزابة من الثقات مع جلالة ورياسة.
ولما مات كافور وزر لأبي الفوارس أحمد بن الإخشيد، فقبض على جماعة من أرباب الدولة، وصادر يعقوب بن كلس، فهرب إلى الغرب ووزر لبني (١) عبيد، وكان قد أخذ منه أربعة آلاف دينار، ثم إن ابن حنزابة لم يقدر على رضى الإخشيد، فاختفى مرتين ونهبت داره، ثم قدم أمير الرملة الحسن بن عبيد الله ابن طغج وغلب على الأمور، فصادر الوزير ابن حنزابة وعذبه، فنزح إلى الشام، سنة ثمان وخمسين ثم إنه بعد ذلك رجع إلى مصر. وممن روى عنه الحافظ عبد الغني ابن سعيد. وكان الوزير في أيامه ينفق على أهل الحرمين من الأشراف وغيرهم، واشترى دارًا إلى جانب المسجد من أقرب الدور إلى القبر الشريف (٢) ليس بينها وبينه إلا حائط، وأوصى أن يدفن فيها، وقرر عند الأشراف ذلك، فأجابوه، فلما مات حمل تابوته من مصر إلى الحرمين، وخرج الأشراف من مكة وحملوه وسعوا به وطافوا ووقفوا به بعرفة، ثم ردوه (٣) إلى المدينة، ودفنوه في الدار التي اشتراها، وحضر جنازته القاضي الحسين ابن علي بن النعمان وقائد القواد وسائر الأكابر.
وقال المسبحي: لما غسل جعل في فيه ثلاث شعرات من شعر النبي ﷺ كان ابتاعها بمال عظيم، وكانت عنده في درج مختوم الأطراف

(١) ص: أبي.
(٢) لم ترد في ص.
(٣) ص: رده.

1 / 293