Fawaid Radawiyya
التعليقة على الفوائد الرضوية
Genre-genre
السائل أنهم أول من قرع باب الوجود والإيجاد، وأقدم من نظر إليه الحق نظر
~~الرحمة والوداد حينما نظر إلى نفسه، بل بعين ما رأى ذاته بذاته، ثم منهم
~~عليهم السلام استنارت سائر الموجودات وتحققت الحقائق وتذوتت الذوات.
وأيضا لما ظهر من كلام الإمام عليه السلام أن الواحد المتكثر إنما صدر من
~~المبدأ الأول من جهة رؤية نفسه، فعسى أن يتحدس الرجل العلمي بأن هذه الرؤية
~~كما تستتبع صدور هذا المتكثر كذلك بعده يستعقب الشوق العقلي والمشية
~~الإلهية التي مظهرها النفس الكلية إلى إظهار الجواهر العقلية المودعة في
~~باطن العقل المندمجة في سر هذا الوجه في بساط الشهود وموطن الوجود، وهو
~~يستلزم الإرادة الربانية والعناية الرحمانية التي مطلعها الطبيعة الكلية
~~ببسط هذا البساط لتحقق الارتباط، وذلك البساط هو الجسم الكلي المعبر عنه في
~~السؤال بالجاري المنجمد، وذلك يقتضي وضع تلك الجواهر في هذا البسيط وتقدير
~~أسعارها وتقويم قيمتها، وبيان آجالها وأرزاقها، ومداد أعمارها.
وبالجملة: خيراتها وشرورها بوجود الجسمية التعليمية والكمية السارية
~~الاتصالية.
وأيضا قد استقر فيما هدانا الله من البراهين أن هذه الخمسة مرجعها إلى شيء
~~واحد بالذات، لما تقرر عندنا أن العقل نفس بالعرض كما أن النفس عقل بالذات
~~وطبع بالعرض، وهذا من الأسرار التي لا تحملها إلا صدور الأحرار، فعلى هذا
~~فالجواب عن الواحد منها جواب عن الكل والحمد لله الهادي للسبيل.
~~
Halaman 154