87

Fawaid Radawiyya

التعليقة على الفوائد الرضوية

السائل أنهم أول من قرع باب الوجود والإيجاد، وأقدم من نظر إليه الحق نظر

~~الرحمة والوداد حينما نظر إلى نفسه، بل بعين ما رأى ذاته بذاته، ثم منهم

~~عليهم السلام استنارت سائر الموجودات وتحققت الحقائق وتذوتت الذوات.

وأيضا لما ظهر من كلام الإمام عليه السلام أن الواحد المتكثر إنما صدر من

~~المبدأ الأول من جهة رؤية نفسه، فعسى أن يتحدس الرجل العلمي بأن هذه الرؤية

~~كما تستتبع صدور هذا المتكثر كذلك بعده يستعقب الشوق العقلي والمشية

~~الإلهية التي مظهرها النفس الكلية إلى إظهار الجواهر العقلية المودعة في

~~باطن العقل المندمجة في سر هذا الوجه في بساط الشهود وموطن الوجود، وهو

~~يستلزم الإرادة الربانية والعناية الرحمانية التي مطلعها الطبيعة الكلية

~~ببسط هذا البساط لتحقق الارتباط، وذلك البساط هو الجسم الكلي المعبر عنه في

~~السؤال بالجاري المنجمد، وذلك يقتضي وضع تلك الجواهر في هذا البسيط وتقدير

~~أسعارها وتقويم قيمتها، وبيان آجالها وأرزاقها، ومداد أعمارها.

وبالجملة: خيراتها وشرورها بوجود الجسمية التعليمية والكمية السارية

~~الاتصالية.

وأيضا قد استقر فيما هدانا الله من البراهين أن هذه الخمسة مرجعها إلى شيء

~~واحد بالذات، لما تقرر عندنا أن العقل نفس بالعرض كما أن النفس عقل بالذات

~~وطبع بالعرض، وهذا من الأسرار التي لا تحملها إلا صدور الأحرار، فعلى هذا

~~فالجواب عن الواحد منها جواب عن الكل والحمد لله الهادي للسبيل.

~~

Halaman 154