٤٠ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ الْقَطَرِيُّ، ثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسَ، ثنا الْمُبَارَكُ، ثنا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ رَبِيعَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: أَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَرْضًا، وَأَعْطَى أَبَا بَكْرٍ أَرْضًا، وَجَاءَتِ الدُّنْيَا، وَاخْتَلَفْنَا فِي عِذْقِ نَخْلَةٍ، فَقُلْتُ أَنَا: هِيَ فِي حَدِّي، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: هِيَ فِي حَدِّي، فَكَانَ بَيْنَنَا كَلَامٌ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ كَلِمَةً كَرِهْتُهَا، وَنَدِمَ أَبُو بَكْرٍ عَلَيْهَا، فَقَالَ: يَا رَبِيعَةُ ارْدُدْ عَلَيَّ مِثْلَهَا حَتَّى تَكُونَ قِصَاصًا، فَقُلْتُ: لَا أَفْعَلُ، فَقَالَ: لَتَفْعَلَنَّ، أَوْ لَأَسْتَأْذِنَنَّ عَلَيْكَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فَقُلْتُ: لَا أَفْعَلُ، فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ وَتَرَكَ الْأَرْضَ، فَانْطَلَقَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَانْطَلَقْتُ فِي أَثَرِهِ، فَجَاءَنِي نَاسٌ مِنْ أَسْلَمَ فَقَالُوا: رَحِمَاللَّهُ ⦗١٢٣⦘ أَبَا بَكْرٍ يَسْتَعْدِي عَلَيْكَ وَهُوَ الَّذِي قَالَ لَكَ مَا قَالَ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: أَتَدْرُونَ مَنْ هَذَا؟ هَذَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وَهَذَا ثَانِيَ اثْنَيْنِ، وَهَذَا ذُو شَيْبَةِ الْإِسْلَامِ، إِيَّاكُمْ يَلْتَفِتُ فَيَرَاكُمْ تُبْصِرُونِي فَيَغْضَبُ، فَيَأْتِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَيَغْضَبُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِغَضَبِهِ، فَيَغْضَبُ اللَّهُ، ﷿، لِغَضَبِهِمَا، فَيَهْلَكُ رَبِيعَةُ، ارْجِعُوا. فَرَجَعُوا، وَانْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَتَبِعْتُهُ، حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ ﷺ، فَحَدَّثَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَالَكَ وَلِلصِّدِّيقِ؟» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ قَالَ لِي كَلِمَةً كَرِهْتُهَا، فَقَالَ لِي: ارْدُدْ عَلَيَّ مِثْلَهَا، فَأَبَيْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " أَجَلْ فَلَا تَرُدَّ عَلَيْهِ، وَلَكِنْ قُلْ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ " فَقُلْتُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، فَوَلَّى أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ يَبْكِي
1 / 122