٧- حدثنا أبو الليث نصر بن القاسم الفرائضي ببغداد، ثنا محمد -يعني: ابن بكار بن الريان- ثنا حسان بن إبراهيم الكرماني، ثنا عطية بن عطية، ثنا عطاء أنه سمع عمرو بن شعيب يقول: كنت عند سعيد بن المسيب جالسًا فذكروا أن رجالًا يقولون: إن الله ﷿ قدر كل شيء، ما خلا أعمال العباد، قال: فوالله ⦗٦١⦘ ما رأيت سعيدًا غضب غضبًا أشد منه يومئذٍ حتى هم بالقيام، ثم إنه سكن فقال: أتكلموا به، أما والله لقد سمعت فيهم حديثًا كفاهم به شرًا، ويحهم لو يعلمون، قال: قلت: رحمك الله يا أبا محمد، وما هو؟ قال: فنظر إلي وقد سكن بعض غضبه فقال: حدثني ابن خديج أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «يكون قومٌ من أمتي يكفرون بالله ﷿ وبالقرآن وهم لا يشعرون كما كفرت اليهود والنصارى»، قال: قلت: جعلت فداك يا رسول الله، وكيف ذاك؟! قال: «يقرون ببعض القدر ويكفرون ببعضه»، قال: «يجعلون إبليس عدلًا لله ﷿ في خلقه وقوته ورزقه ويقولون: الخير من الله والشر من إبليس ويقرون على ذلك فيكفرون بالقرآن بعد الإيمان والمعرفة، فما يلقى أمتي منهم من العداوة والبغضاء والجدال، أولئك زنادقة هذه الأمة، (في زمانهم) يكون ظلم السلطان فيا له من ظلمٍ وحيفٍ وأثرة، ثم يبعث الله طاعونًا فيفني عامتهم، ثم يكون خسفٌ فما أقل من ينجو منه، المؤمن يومئذٍ قليل فرحه، شديدٌ غمه، ثم يكون المسخ فيمسخ الله ﷿ عامة أولئك قردةً وخنازير، ثم يخرج الدجال على أثر ذلك»
قال: ثم بكى رسول الله ﷺ حتى بكينا لبكائه، قال: قلنا: ما هذا البكاء يا رسول الله؟ قال: «رحمةٌ لهم، الأشقياء، إن منهم متعبدًا، ومنهم مجتهد، مع أنهم ليسوا بأول من سبق إلى هذا القول وضاق بحمله ذرعًا، إن عامة من ⦗٦٢⦘ هلك من بني إسرائيل بالتكذيب به»، قال: قلت: يا رسول الله، فقل لي كيف الإيمان بالقدر؟ قال: «تؤمن بالله ﷿ وأنه لا يملك معه أحدٌ ضرًا ولا نفعًا وتؤمن بالجنة والنار، وتعلم أن الله خلقهما قبل خلق الخلق، ثم خلق خلقه، فجعل من شاء منهم إلى النار، ومن شاء منهم إلى الجنة، عدلًا ذلك منه، فكل يعمل بما قد فرغ له منه، وهو صائرٌ إلى ما خلق له»، قال: قلت: صدق الله ورسوله أو كما قال.
1 / 60