Fatinat Imbaratur
فاتنة الإمبراطور: فرانسوا جوزيف إمبراطور النمسا السابق وعشيقته كاترين شراط
Genre-genre
ثم فتحت البارونة برجن الباب وأومأت إلى الهر روفر، فدخل فقالت: استدع أوتوموبيلا موافقا في الحال. - وحرسا؟ - كلا البتة، لا تريد جلالتها أن تعدل عن تنكرها.
وكانت البارونة تضطرب ووجهها يحمر تارة ويصفر أخرى، وعند ذلك قرع جرس التلفون بحدة، فأسرع الهر روفر إلى التلفون كالمجنون ووضع بوقه على أذنه وقال: من؟
فأجاب القائل: الإمبراطور.
فاختلج الهر روفر، وفي الحال بسط يده إلى جانبه وقال مضطربا: جلالتكم؟ أمر جلالتكم. - من عندك الآن؟
فالتفت روفر إلى الإمبراطورة كأنه يستفتيها ماذا يجب، فإذا هي والبارونة برجن مكفهرتين ولم يكن ليستطيع مهلة في الرد فقال: إن جلالة الإمبراطورة هنا بالصدفة يا صاحب الجلالة. - إذن فلتنتظر الأوتوموبيل الإمبراطوري، ففي دقائق معدودة يصل إلى جلالتها. - سأرفع إلى مقام جلالتها إرادة جلالتكم حالا.
وكانت الإمبراطورة صفراء كالسعفران، والبارونة إلى جانبها في اضطراب لا مثيل له، فأومأت إلى روفر أن يخرج فخرج، فقالت الإمبراطورة: يا لها من مكيدة هائلة! إذن الإمبراطور يعرف. - لا، لا يا مولاتي، إن جلالته يجهل كل شيء، ولكن الذين لعبوا الدور أتقونه إلى النهاية، يا لهم من سفلة!
وما هي إلا لحظة حتى كان الأوتوموبيل أمام دائرة البوليس، فركبت فيه الإمبراطورة والبارونة مرثا برجن، وفي دقائق معدودة كانت الإمبراطورة في خدرها والغضب مخيم على وجهها، والبارونة برجن ماثلة لديها، فقالت البارونة: إلى الآن لم أفهم جيدا كيف حدث ذلك. - ولا أنا فهمت لماذا كنت في دائرة البوليس، كأنك كنت تنتظرينني يؤتى بي كامرأة ساقطة إلى هناك؟
فرجفت مرثا برجن وقالت: ويلاه ويلاه! لا أكاد أصدق مع أسمع. كيف ذلك يا عزيزتي، إني أفديك بنفسي وأنت تعلمين، لقد فهمت منك أن المدعوة الكونتس ألما فورتن لعبت عليك دورا فظيعا. - يا لها من خائنة! لا أدري كيف جسرت أن تلعبه. - إن وراءها يا مولاتي تلك اللعينة التي ... - كفى كفى، إني شاعرة بعزم الضربة ... أما تلك الخائنة فقد نسجت علي حيلة لم ينسجها إبليس، فقد أوهمتني أن الدوقة هنريت روش هنا في حالة يرثى لها. - الدوقة هنريت روش؟ - أجل، هل تعرفين عنها شيئا؟ - أعرف أنها ماتت منذ عشر سنين. - يا لله! يا للمكر! لقد أوهمتني تلك المرأة الخائنة أن الدوقة موجودة هنا مقعدة، وأنها مكسورة الخاطر وتود أن تراني لتتعزى بي، وأنها لا تريد أن يعلم أحد سواي أنها هنا، وأنها في فاقة؛ فذهبت متنكرة والتقيت بالمدعوة الكونتس ألما فورتن حسب وعدي لها، ثم أخذتني إلى منزل في شارع البرتو.
فلطمت البارونة خديها قائلة: يا ويلتاه في شارع البرتو؟ وأظن في المنزل نفسه. - أي منزل؟ إذن تعرفينه؟ - نعم أعرفه، ثم ماذا يا مولاتي؟ أسمع قصتك ثم أفسرها لك. - فدخلت إلى المنزل وانتظرت في مخدع ريثما تبلغ الكونتس الدوقة، فدخلت في باب ولم تعد منه، ولما استبطأتها ورمت الخروج، دخل علي رجلان فهمت منهما أنهما بوليسان سريان يبحثان عن امرأة، ولما لم يريا سواي أخذاني بالرغم من احتجاجي عليهما، حتى اضطررت أن أعلمهما أني الإمبراطورة، ولما لم يصدقا اضطررت أن أذهب معهما إلى دائرة البوليس، وما بلغت إليها حتى كنت قد علمت من صاحبة المنزل التي كانت مأخوذة معي أن المنزل منزل سري، فتأملي ... - ويلاه ويلاه، إن هذه المكيدة لهائلة! - إني أطلب معاقبة كل من له أصبع فيها. - مولاتي اسمحي لي أن ألومك ؛ لأنك كتمت عني خبر هذه الزيارة، وأنا مستودع أسرارك. - ظننت أني أحرص على كرامة دوقة، وأنا سليمة الطوية ولم يخطر في بالي أن أحدا من الناس يجسر أن يلعب علي دورا فظيعا. - آه لو أخبرتني في الأمر لنجوت من المكيدة، وهبي أن لا مكيدة فاطلاعي على سر كهذا لا يحط من كرامة من تتوهمين وجودها. - وأنت لم تخبريني ماذا كنت تفعلين في دائرة البوليس؟ - كنت أحارب لأجلك، أما قلت لك أني أحارب عدوتك وسالبة سعادتك؟ - ولكن لماذا لم تخبريني شيئا عن هذه الحرب؟ - لأني أعلم جيدا أنك تمنعينني عنها، فكتمتها عنك لكيلا تقفي في سبيلي، ولكيلا تتخدش طهارتك من معرفتها، ولكن واأسفاه! إن الفخ الذي نصبته لتلك الخصيمة اللعينة وقعت فيه أنت، فقد دبرت مكيدة للقبض عليها وهي في بيت سري، حتى متى بلغ الخبر إلى جلالته غضب عليها ونفر منها، وربما عاقبها شر عقاب وطردها من البلاد.
فأجفلت الإمبراطورة وقالت: ويحك!
Halaman tidak diketahui