281

Fath Rahman

فتح الرحمن في تفسير القرآن

Penyiasat

نور الدين طالب

Penerbit

دار النوادر إصدَارات وزَارة الأوقاف والشُؤُون الإِسلامِيّة

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Lokasi Penerbit

إدَارَةُ الشُؤُونِ الإِسلَامِيّةِ

Genre-genre

عشرَ شهرًا إلى بيت المقدس، وكان يحبُّ أن يتوجَّهَ إلى الكعبة؛ لأنها كانتْ قبلةَ أبيه إبراهيم ﵇، وكان اليهودُ يقولون: يخالفُنا محمد في ديننا، ويتبعُ قبلَتَنا، فجعلَ ينظرُ إلى السماءِ رجاءَ أن ينزلَ عليه الوحيُ بالتوجُّه إليها، فأنزل الله تعالى: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ﴾ (١).
﴿فَلَنُوَلِّيَنَّكَ﴾ فَلَنُحَوِّلَنَّكَ.
﴿قِبْلَةً﴾ أي: إلى قبلة.
﴿تَرْضَاهَا﴾ أي: تحبُّها.
﴿فَوَلِّ﴾ فحوِّلْ.
﴿وَجْهَكَ شَطْرَ﴾ أي: نحوَ.
﴿الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ وأراد به الكعبةَ، والحرامُ: المحرَّمُ.
﴿وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ﴾ من بَرٍّ أو بحرٍ، شرقٍ أو غربٍ.
﴿فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ﴾ عندَ الصلاة، وكان تحويلُ القبلة في رَجَبٍ بعدَ زوالِ الشمسِ من السُّنةِ الثانيةِ من الهجرة قبلَ قتالِ بدرٍ بشهرين، ونزلتْ هذه الآيةُ ورسول الله ﷺ في مسجدِ بني سَلِمَةَ، وقد صلَّى بأصحابِه ركعتين من صلاة الظهرِ، فتحول في الصلاة، واستقبل الميزابَ، وحوَّل الرجالَ مكانَ النساء، والنساءَ مكانَ الرجال، فَسُمِّي ذلك المسجدُ مسجدَ القِبْلَتين، وأهلُ قُباء وصل الخبرُ إليهم في صلاة الصبح (٢).

(١) رواه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (٢/ ٢٠)، عن مجاهد.
(٢) انظر: "تفسير البغوي" (١/ ١١٨). قال المناوي في "الفتح السماوي" (١/ ١٩٣): "وهذا تحريف للحديث، فإن قصة بني سلمة لم يكن فيها النبي إمامًا، ولا هو الذي تحول في الصلاة".

1 / 217