179

Fath Rabbani Min Fatawa

الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني

Penyiasat

أبو مصعب «محمد صبحي» بن حسن حلاق [ت ١٤٣٨ هـ]

Penerbit

مكتبة الجيل الجديد

Lokasi Penerbit

صنعاء - اليمن

ثقة ثبت، وأما (محمد بن عمرو (١) فلعله جلجلة)، وقد وثقه أبو حاتم (٢) وأخرج حديثه الشيخان وغيرهما من أهل الأمهات، وأما أبو سلمة فهو عبد الله (٣) بن عبد الرحمن بن عوف الزهري ثقة إمام، أخرج حديثه الشيخان وغيرهما من أهل الأمهات، فتقرر بهذا أن رجال حديث أبي هريرة رجال الصحيح، فيكون أصل الحديث أعني افتراق الأمة إلى تلك الفرق صحيحا ثابتا.
وأما الزيادة التي في الحديث الأول فضعيفة كما تقدم تقريره فلا يقوم بها حجة في حكم شرعي ولو على بعض المكلفين فكيف في مثل هذا الأمر العظيم الذي هو حكم بالهلاك على هذه الأمة المرحومة التي شرفها الله واختصها بخصائص لم يشاركها فيها أمة من الأمم السابقة وزادها شرفا وتعظيما وتحليلا بأن جعلها شهداء على الناس، وأي خير في أمة تفترق إلى ثلاث وسبعين في قرة وتهلك جميعها فلا ينجو منها [٣١] إلا فرقة واحدة!
ولقد أحسن بعض الحفاظ حيث يقول: " وأما زيادة: كلها هالكة إلا واحدة فزيادة غير صحيحة القاعدة، وأظنها من دسيس بعض الملاحدة وكذلك أنكر ثبوتها الحافظ ابن حزم (٤)، ولقد جاد ظن من ظن أنها من دسيس أهل الإلحاد والزندقة فإن فيها من التنفير عن الإسلام والتخويف من الدخول فيه ما لا يقادر قدره، فيحصل لواضعها ما يطلبه من الطعن على هذه الأمة المرحومة، والتنفير عنها كما هو شأن كثير من المخذولين الواضعين للمطاعن المنافية للشريعة السمحة السهلة كما قال الصادق المصدوق ﷺ: " بعثت

(١) محمد بن عمرو بن حلحلة. كذا في التقريب رقم (٥٨٨) وفي تهذيب التهذيب (٣/ ٦٦١) محمد بن عمرو بن حلحلة الديلي المدني.
(٢) ذكره الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب (٣/ ٦٦١).
(٣) انظر ترجمته في رجال صحيح البخاري (١/ ٤١٣ رقم ٥٩٤) والتقريب (٢/ ٤٣٠) والخلاصة (ص ٢٠٤).
(٤) في " الفصل في الملل والأهواء والنحل " (٣/ ٢٩١).

1 / 207