172

Fath Rabbani Min Fatawa

الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني

Penyiasat

أبو مصعب «محمد صبحي» بن حسن حلاق [ت ١٤٣٨ هـ]

Penerbit

مكتبة الجيل الجديد

Lokasi Penerbit

صنعاء - اليمن

قال السائل عافاه الله: السؤال الثاني: عن الراجح لديكم في مسألة خلق الأفعال حسنها وقبيحها وخيرها وشرها هل يكون ذلك لله تعالى اختراعا وإبداعا وقوعا وإيقاعا لعموم الآيات في ذلك وشمول الأحاديث فيما هنالك، خصوصا ما في صحيح مسلم (١) من ذلك مما يطول سرده بل في جواب سؤال جبريل أعظم دليل، وفي صحيح البخاري (٢) في تفسير سورة والليل إذا يغشى [٢٥] عن علي ﵁ حديث: قد أحطتم به علما أم يكون ذلك الفعل من العبد خلقا وحقيقة لا كسبا وصورة لإضافته إليه في كثير من الآيات، وبجواز تخصيص تلك العمومات بغير القبيح السيئ، مع أن دلالة العموم ظنية وإن كانت كلية، ولقيام الحجة على المكلف باستقلاله وعدم بطلان المحجة في إلجائه وأعماله، وهاهنا نكتة تحصل يتقاصر عندها البهتة، وهى أن القائلين بالأول يقولون إن خلافه فيه إثبات شركاء لله يتصرفون بغير إذن الله وأن الإنكار والخلاف (٣) إنما هو من جهة التحسين والتقبيح العقليين في الثواب والعقاب، ولا دخل له في هذا الباب. ثانيا المخصِّص من السنة والكتاب: والقائلين (٤) بالثاني يقولون إن خلافه فيه الإجبار (٥) وإبطال الشرائع وإلزام الحجة على الشارع، فإن يخلص الفريق الأول من هذا بالكسب وهو العزم المصمم كما قاله بعض أهل التحقيق، أو صرف العبد قدرته وإرادته إلى الفعل على قول بعضهم- وإن حكى ابن السبكي عن أبيه أن الناس غير مكلفين. بمعرفة الكسب لصعوبته- عارضهم الفريق الثاني وقالوا (٦) هل الكسب خلق الله أم لا؟

(١) تقدم في الرسالة السابقة رقم (١) (ص. ١٣). (٢) تقدم في الرسالة السابقة رقم (١) (ص ١٣١). (٣) انظر الكلام على ذلك في الرسالة السابقة رقم (١) (ص ١٣٠ - ١٣٧). (٤) النصب عطفا على اسم إن السابق، أن القائلين. (٥) تقدم في الرسالة السابقة رقم (١). (٦) تقدم في الرسالة السابقة رقم (١).

1 / 200