92

Fath Majid

فتح المجيد شرح كتاب التوحيد

Penyiasat

محمد حامد الفقي

Penerbit

مطبعة السنة المحمدية،القاهرة

Nombor Edisi

السابعة

Tahun Penerbitan

١٣٧٧هـ/١٩٥٧م

Lokasi Penerbit

مصر

فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم " ١.

إليه فأخبرهم بما يجب من حقوقه التي لا بد لهم من فعلها: كالصلاة والزكاة، كما في حديث أبي هريرة: " فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها " ٢ ولما قال عمر لأبي بكر في قتاله مانعي الزكاة: " كيف تقاتل النساء وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله. فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها. قال أبو بكر: فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها". وفيه: بعث الإمام الدعاة إلى الله تعالى، كما كان النبي صلي الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون يفعلون، كما في المسند عن عمر بن الخطاب ﵁ أنه قال في خطبته: " ألا إني والله ما أرسل عمالي إليكم ليضربوا أبشاركم ولا ليأخذوا أموالكم. ولكن أرسلهم إليكم ليعلموكم دينكم وسننكم "٣. قوله: " فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم " "أن" مصدرية واللام قبلها مفتوحة لأنها لام القسم، و(أن) والفعل بعدها في تأويل مصدر، رفع على الابتداء والخبر (خير) و(حمر) بضم المهملة وسكون الميم، جمع أحمر، و(النعم) بفتح النون والعين المهملة، أي خير لك من الإبل الحمر، وهي أنفس أموال العرب. فيه مسائل: الأولى: أن الدعوة إلى الله طريق من اتبع رسول الله صلي الله عليه وسلم. الثانية: التنبيه على الإخلاص؛ لأن كثيرا لو دعا إلى الحق فهو يدعو إلى نفسه. _________ ١ البخاري: المناقب (٣٧٠١)، ومسلم: فضائل الصحابة (٢٤٠٦)، وأبو داود: العلم (٣٦٦١)، وأحمد (٥/٣٣٣) . (١ و٢) رواهما البخاري ومسلم وغيرهما. ٣ إسناده ضعيف: أحمد (١/٤١) . وقال الهيثمي في المجمع (٥/ ٢١١): "رواه أحمد في حديث طويل وأبو فراس لم أر من جرحه ولا وثقه، وبقية رجاله ثقات " اهـ. وأبو فراس النهدي قال في الميزان (٤/ ٥٦١): لا يعرف وفي التقريب (٢/٤٦٢) مقبول.

1 / 94