Fath Darfur
فتح دارفور سنة ١٩١٦م ونبذة من تاريخ سلطانها علي دينار
Genre-genre
ملحوظة: تركت «الفاشر» منتدبا بأمر معالي السردار للخدمة بقوة البحر الأحمر أركان حرب لها أثناء الحرب العالمية، وما كدت أصل إلى الخرطوم حتى علمت بأن قوة حاصرت السلطان علي دينار بقرب «جبل مرة»، وضيقت عليه الخناق، فوجد أن لا سبيل إلى إفلاته، ولا بد من وقوعه أسيرا، ففضل أن يكون مصيره بيده، فأطلق على نفسه الرصاص فمات.
وبموته تكاملت حلقات الأمن، والطمأنينة بدارفور، أما أقرباؤه، وأولاده فجيء بهم أسرى بأم درمان تحت إشراف الحكومة، وهم يتناولون شهريا مرتبا ضئيلا. (38) الفاشر «الفاشر» عاصمة دارفور بلد كبير يوازي في عمرانه، واتساعه «أم درمان» عاصمة السودان القديمة، وقصبته، والتي كانت مقرا للمهدي، وخليفته عبد الله التعايشي، وقد أحكم انتخاب موضعها حيث بينت على أرض مرتفعة تشبه التل أي إن موقعها مستحكم استحكاما طبيعيا غاية في القوة، والمناعة كقلعة عظيمة.
وفي اعتقادي أن السلطان لو صمم على الاعتصام بها، والمدافعة عنها كما كان ينوي لاستمرت، وبقيت على المدافعة أياما، وأسابيع وشهورا، ولا يعرف ما كان يحصل بعد ذلك إلا علام الغيوب.
وأول شيء يرى على بعد نحو عشرة أميال منها تلك القبة الجميلة التي تشبه الحمامة البيضاء، وكلما قربت منها بهرك منظرها الرائع، وأدهشك صنعها كثيرا، وتقع تلك القبة في وسط جامع كبير، ومدفون بداخلها والد السلطان علي دينار المدعو «زكريا».
ويمر بوسط البلدة من الشرق إلى الغرب خور
10
كبير متسع مملوء بالآبار التي تستقي منها الأهالي، والإبل، والخيل في زمن الصيف، وماؤها عذب زلال.
ولكل صاحب بئر جنينة صغيرة حول بئره تكسو أرضها الخضر ، وهذا منظر غاية في الجمال والإبداع، ومما يسترعي النظر حقيقة وجود ذلك الخور في زمن الخريف مملوء بالماء والمباني على جانبيه مرتفعة ارتفاعا كبيرا، والأرض مكسوة بلونها الطبيعي السندسي الجميل، والبلدة نفسها مملوءة بأشجار كبيرة خضراء منظرها غاية في البهاء، وكثيرا ما كان يفرج هموم الإنسان عندما يسبح الفكر في جولاته.
وأمام مبدأ الخور يقع قصر السلطان علي دينار الكبير، وحيشانه العظيمة ومخازنه، كما يقع الجامع الكبير الذي لا يبعد عن قصره أكثر من خمسين قدما، وله مئذنة صغيرة يؤذن فيها لله الواحد القهار.
وفي شرق قصر السلطان تجد بيوت الأميرين «رمضان واد بره»، و«سليمان»، وهي متصلة ببعضها بواسطة أبواب صغيرة سرية لا تكاد تعرف، وفي شرق تلك البيوت ترى بيوت الأميرين «حسن واد سبيل»، و«عبد الخير»، وإنما يفصلها شارع لا يتسع أكثر من ثلاثين خطوة.
Halaman tidak diketahui