121

Fath Arab untuk Mesir

فتح العرب لمصر

Genre-genre

وكذلك نعرف أن بعض ما بقي به إلى اليوم من الكنائس كان عند ذلك قائما تصلي فيه جنود الروم، نضرب لذلك مثل الكنيسة الكبرى كنيسة «أبو سرجة»، ولعل منها كذلك كنيسة «المعلقة» نراها اليوم بعد أن مضى عليها من الدهر ثلاثة عشر قرنا.

24

الفصل الثامن عشر

حصار حصن بابليون وفتحه

عاد عمرو منذ أول شهر سبتمبر إلى حصن بابليون، وجهز نفسه لكي يضيق عليه الحصار، وكان ذلك الحصن منيعا على أعدائه، ولا بد أن تطول بهم مدة حصاره؛ إذ كانوا لا علم لهم بحيل الحصار، وليس معهم من عدته شيء، في حين أنه كان حصنا تحيط به أسوار عظيمة وصروح عالية يحيط بها من ورائها نهر النيل؛ إذ كان الخندق الذي حولها عند ذلك مليئا بالماء، وكان العرب قد غنموا بعض آلة الحرب في غزاة الفيوم ومن حصن تراجان في منوف، ولكنهم كانوا لا خبرة لهم بأمرها، ولا علم عندهم بطرق إصلاحها إذا هي اعتراها الفساد؛ ولهذا لم يضروا بها مسلحة الحصن إلا ضررا يسيرا،

1

مع أنه قد كان دونهم نهد من الأرض على نحو مائتي ياردة (ثلاثمائة ذراع) إلى جنوب الحصن، وهو موضع إذا وضعوا عليه آلة الحصار كان فيه رجحان لهم وقوة.

وقد قلنا فيما سبق إن الحصن كان على كل جانب النهر يتجه إليه بأطول جوانبه، تحف به المياه في وقت الفيض، وكان الباب الحديدي تجاه الخندق والمرسى في الجهة الجنوبية من الحصن، وكان في تجاهه جزيرة الروضة يتصل طرفها الجنوبي بالحصن بجسر من السفن، ولا سيما في أيام السلام. ولسنا ندري إذا كان ذلك الجسر قد ترك في إبان الحرب على ما كان عليه من قبل، ولكنا على يقين من أن القناطر فوق الخندق بقيت مشدودة إلى جانب الباب الحديدي في مأمن من الخطر، وأن السفن كانت تمضي بين الحصن والجزيرة بغير عائق؛ فإن عمرا لم يستطع بعد أن يملك زمام النهر مع كل ما كان من انتصاره؛ لأن أتيه الهدار لا يقوى عليه من هم أخبر من العرب بتسيير السفن. ولو أتى عمرو إلى الحصن من جانب النهر لاستاقت مياهه السفن التي أتى فيها، أو لأغرقها من في الحصن من رماة المنجنيق.

ولا خلاف بين مؤرخي العرب أجمعين في أن المقوقس (وهو البطريق قيرس) كان بالحصن

2

Halaman tidak diketahui