Fath al-Rahman in Clarifying the Abandonment of the Quran
فتح الرحمن في بيان هجر القرآن
Penerbit
دار ابن خزيمة للنشر والتوزيع
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م
Lokasi Penerbit
الرياض - المملكة العربية السعودية
Genre-genre
مضى من آبائهم، فاسمع مني أعرض عليك أمورًا تنظر فيها، لعلك تقبل منها بعضها قال: فقال رسول الله ﷺ:" قل يا أبا الوليد! أسمع " قال: يا ابن أخي!، إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالًا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالًا، وإن كنت تريد به شرفًا سودناك علينا، حتى لا نقطع أمرًا دونك، وإن كنت تريد به ملكًا ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رئيًا (كانوا يُسمون التابع من الجن رئيًا) تراه لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب، وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه، فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يُداوي منه - أو كما قال له - حتى إذا فرغ عتبة ورسول الله ﷺ يستمع منه، قال: " أقد فرغت يا أباالوليد؟ ". قال: نعم، قال: "فاسمع مني" قال: أفعل، فقال: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴿حم (١) تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٢) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (٣) بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ﴾ (١ - ٤) سورة فصلت
ثم مضى رسول الله ﷺ فيها يقرؤها عليه، فلما سمعها منه عتبه أنصت لها، وألقى يديه خلف ظهره معتمدًا عليهما، يسمع منه، قم انتهى رسول الله ﷺ إلى السجدة منها فسجد (١)، ثم قال: " قد سمعت يا أباالوليد! ما سمعت، فأنت وذاك" فقام عتبة إلى أصحابه، فقال بعضهم لبعض: نحلف بالله لقد جاءكم أبوالوليد بغير الوجه الذي ذهب به. فلما جلس إليهم قالوا: ما وراءك يا أباالوليد؟ قال: ورائي أني سمعت قولًا، والله ما سمعت مثله قط، والله ما هو بالشعر، ولا بالسحر، ولا بالكهانة، يا معشر قريش أطيعوني واجعلوها بي، وخلوا بين هذا
(١) وذلك قوله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ (٣٧) سورة فصلت.
1 / 180