204

فتح المنان بسيرة أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان

فتح المنان بسيرة أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان

Genre-genre

- نادَى في كل مَصر من الأمصار بأن يرشحوا لهم نائبًا، ثم يختاروا من هؤلاء المرشحين خليفة.
- جعل يزيد هو المرشح، وبايعه الناس كما فعل.
ولنأخذ الأمر الأول: كيف ستكون حالة المسلمين لو أن معاوية تناسى هذا الموضوع، وتركه ولم يرشح أحدًا لخلافة المسلمين حتى تُوُفّي؟
قد يغلب على الظن أن الوضع سيكون أسوأ من ذلك الوضع الذي أعقب تصريح معاوية بن يزيد بتنازله عن الخلافة، وترك الناس في هرج ومرج، حتى استقرت الخلافة أخيرًا لعبد الملك بن مروان، بعد حروب طاحنة استمرت قرابة عشر سنوات.
ثم لنتصور الأمر الثاني: نادى منادٍ في كل مصر بأن يرشحوا نائبًا عنهم، حتى تكون مسابقة أخيرة ليتم فرز الأصوات فيها، ثم الخروج من هذه الأصوات بفوز مرشح من المرشحين ليكون خليفة للمسلمين بعد وفاة معاوية.
سيختار أهل الشام، رجل من بني أمية بلا شك، وربما كان يزيد، وربما غيره، وسيختار أهل العراق -في الغالب- الحسين بن علي ﵁، وسيختار أهل الحجاز: إما عبد الله بن عمر، أو عبد الرحمن بن أبي بكر، أو ابن الزبير، ﵃ جميعا، وسيختار أهل مصر: عبد الله بن عمرو بن العاص ﵁.
والسؤال الآن: هل سيرضى كل مصر بولاية واحد من هؤلاء، ويسَلّموا له، أم ستكون المعارضة واردة؟!
الجواب: أغلب الظن أن المعارضة ستظهر.
ولنسأل سؤالًا آخر: في حالة أنه تم اختيار كل مرشح من قِبَل الأمصار، هل يستطيع معاوية ﵁ أن يلزم كل مَصر بما اختاره أهل المصر الآخر؟!
الجواب: ستجد الدولة نفسها في النهاية أمام تنظيمات انفصالية، وسيعمد أدعياء الشر الذين قهرتهم الدولة بسلطتها إلى استغلال هذه الفوضى السياسية، ومن ثم الإفادة منها في إحداث شرخ جديد في كيان الدولة الإسلامية.

1 / 204