239

Fatawa of the Imams on Calamitous Events

فتاوى الأئمة في النوازل المدلهمة

Penerbit

دار الأوفياء للطبع والنشر

Lokasi Penerbit

الرياض

Genre-genre

الحديث: " من أفتي لفتوى من غير ثبت فإنما إثمه على من أفتاه" (١) ومن أعظم ما وقع في الأمة من الانحراف عن الحق: تكفير المسلم الذي ثبت إسلامه، وعدم الاستبيان منه، وهذا كان له بوادر في زمن الصحابة في زمن النبي ﷺ فعلمنا النبي ﷺ كيف تعالج هذه البوادر، كيف ينظر في هذا الأمر؟
فهذا عمر قال في شأن حاطب: يا رسول الله، دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال النبي ﷺ: " يا عمر، أرسله" ثم التفت إلى حاطب وقال: " يا حاطب ما حملك على هذا؟ " فأجاب بجوابه المعروف (٢)
وأسامة بن زيد ﵄، لما قتل رجلا يقول: لا إله إلا الله، فقال له النبي ﷺ: " أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله؟! " قال: يا رسول الله، إنما قالها تعوذا. قال: " فما تفعل بلا إله إلا الله؟ " (٣)
وهذا فيه النكير على عدم قبول أسامة إسلام الرجل بقول لا إله إلا الله. واعترض معترض على النبي ﷺ في قسمته المال لما قسم المال بعد إحدى الغزوات فقال: يا رسول الله، اعدل. فقال رسول الله ﷺ: " ويحك، من يعدل إذا لم أعدل؟ " فأعطاه النبي ﷺ مالا كثيرا، ثم قال:

(١) الحديث رواه أبو داود في كتاب العلم، باب التوقي في الفتيا، حديث رقم (٣٦٥٧)، وابن ماجه في المقدمة، باب اجتناب الرأي والقياس، حديث رقم (٥٣).
(٢) قصة حاطب رواها البخاري في الجهاد والسير، باب الجاسوس، حديث رقم (٣٠٠٧)، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أهل بدر، حديث رقم (٢٤٩٤).
(٣) قصة أسامة أخرجها البخاري في كتاب المغازي، باب بعث النبي ﷺ أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهينة، حديث رقم (٤٢٦٩).

1 / 250