Fatawa al-Salah
فتاوى الصلاة
Penyiasat
عبد المعطى عبد المقصود محمد
Penerbit
مكتب حميدو
فالسفر سبب قصر العدد والخوف سبب قصر الأركان، فإذا اجتمع الأمران: قصر العدد والأركان. وإن انفرد أحد السببين: انفرد قصره، فقوله سبحانه: ﴿أن تقصروا من الصلاة﴾ مطلق في هذا القصر، وهذا القصر، وسنة رسول الله ﷺ تفسر مجمل القرآن، وتبينه، وتدل عليه، وتعبر عنه. وهي مفسرة له لا مخالفة لظاهره.
ونظير هذا أيضاً ما قرىء به في قوله: ﴿وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم﴾(١٥) من أن المسح مطلق يدخل فيه المسح بإسالة، وهو الغسل. والمسح بغير إسالة وهو المسح بلا غسل، فالقرآن أمر بمسح مطلق، والسنة تثبت أن المسح في الرأس بغير إسالة، والمسح على الرجلين بإسالة. فهي مفسرة له، لا مخالفة لظاهره، فينبغي تدبر القرآن، ومعرفة وجوهه، فإن أكثر ما يتوهم الناس أنه قد خولف ظاهره، وليس كذلك، وإنما له دلالات يعرفها من أعطاه الله فهماً في كتابه، ويستفيد بذلك خمسة فوائدٍ:
أحدها: تقرير الأحكام بدلائل القرآن.
والثاني: بيان اتفاق الكتاب والسنة.
والثالث: بيان أن السنة مفسرة له، لا منافية له.
والرابع: بيان المعاني والبيان التي في القرآن.
والخامس: الإجماع موافق للكتاب والسنة. والله أعلم.
(١٥) المائدة ٧.
41