Fatawa Nisa
فتاوى النساء
Penerbit
دار الكتب العلمية
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
1424 AH
Lokasi Penerbit
بيروت
على النساء في عصر النبي ﷺ، ولكنه الآن صار متوقفًا على فنون متعددة تتطلب تعليمًا خاصًا، وتربية خاصة.
وإذًا، فما أحوج المرأة لقيامها بهذا الواجب إلى أن تتعلم كل ما يحتاجه التمريض وخدمة الجيش، والإشراف على مهام الشئون التي تلائم طبيعتها، وتحسن القيام بأعبائها.
وقد قال الفقهاء: إن الجهاد فرض كفاية، ولا يجب على أصحاب الأعذار الأعذارهم، ولا يجب على المرأة لأنها مشغولة بحق زوجها. ولكن إذا أذن الزوج لها أن تخرج مجاهدة أو أخذها معه في الجهاد لا يكون عليه ولا عليها في ذلك من حرج، وكان له ولها ثواب المجاهدين في سبيل الله.
وقالوا: هذا كله إذا لم يهجم العدو، فإذا هجم العدو وجب على جميع الناس أن يخرجوا للدفاع عن الحوزة، فتخرج المرأة بغير إذن زوجها. كما يخرج الولد بغير إذن أبيه، والعبد بغير إذن سيده ﴿انفروا خفافًا وثقالًا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله﴾(١).
وهذا أوسع مجال نجد الإِسلام قرر فيه مشاركة المرأة للرجل ومعاونته، وهو أبرز مواقف الحياة وأشدها.
وقد وضع الإسلام ذلك وقرره من أول يوم دخل فيه المسلمون ميدان الحرب والجهاد. غير أن اختلاف النظم وتبدل الأحوال والشئون، يوجب في هذه الأيام، حفظًا لكرامة المرأة إذا أرادت أن تساهم في هذا الواجب العام، أن يتخذ لها الوضع الذي يصونها ويقيها شر العابثين، مرضى القلوب الذين لا يسلم منهم جيش ولا مجتمع.
وهذا شأن من السهل تنظيمه على أرباب القيادة الحكيمة التي تقدر
(١) التوبة: ٤١.
31