Fatwas on Alcohol and Drugs
فتاوى الخمر والمخدرات
Penyiasat
أبو المجد أحمد حرك
Penerbit
دار البشير والكوثر للطباعة والنشر
((وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم، ومنك ومن نوح)) (٣٤) كما قال تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع)) (٢٥) فجعل السعي إلى الصلاة سعياً إلى ذكر الله.
ولما كانت الصلاة متضمنة لذكر الله تعالى الذي هو مطلوب لذاته، والنهي عن الشر الذي هو مطلوب لغيره: قال تعالى: ((إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولذكر الله أكبر)). أي ذكر الله الذي في الصلاة أكبر من كونها تنهى عن الفحشاء والمنكر، وليس المراد أن ذكر الله خارج الصلاة أفضل من الصلاة وما فيها من ذكر الله، فإن هذا خلاف الإجماع. ولما كان ذكر الله هو مقصود الصلاة قال أبو الدرداء (٣٦): مادمت تذكر الله فأنت في صلاة، ولو كنت في السوق. ولما كان ذكر الله يعم هذا كله قالوا: إن مجالس الحلال والحرام ونحو ذلك مما فيه ذكر أمر الله ونهيه ووعده ووعيده ونحو ذلك هي من مجالس الذكر.
والمقصود هنا: أن يعرف (مراتب المصالح والمفاسد) وما يحبه الله ورسوله وما لا يبغضه. مما أمر الله به ورسوله: كان لما يتضمنه من تحصيل المصالح التي يحبها ويرضاها، ودفع المفاسد التي يبغضها ويسخطها، وما نهى عنه كان لتضمنه ما يبغضه ويسخطه، ومنعه مما يحبه ويرضاه.
وكثير من الناس يقصر نظره عن معرفة ما يحبه الله ورسوله من مصالح القلوب والنفوس ومفاسدها، وما ينفعها من حقائق الإيمان، وما يضرها من الغفلة والشهوة، كما قال تعالى: ((ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا)) (٣٧) وقال تعالى: (٣٨) ((فأعرض عمن تولى
(٣٤) جزء من الآية ٧ من سورة الأحزاب.
(٣٥) جزء من الآية ٩ من سورة الجمعة.
(٣٦) هو أبو الدرداء: عويمر بن مالك بن قيس بن أمية الأنصاري الخزرجي: صحابي من الحكماء الفرسان القضاة. أحد الذين جمعوا القرآن حفظاً على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وروي له ١٧٩ حديثاً، مات بالشام (٣٢ هـ).
(٣٧) جزء من الآية ٢٨ من سورة الكهف.
(٣٨) القوس النص القرآني ناقص.
62