21

Fatwas on Alcohol and Drugs

فتاوى الخمر والمخدرات

Penyiasat

أبو المجد أحمد حرك

Penerbit

دار البشير والكوثر للطباعة والنشر

ويشتهونها، كشراب الخمر وأكثر، وتصدهم عن ذكر الله، وعن الصلاة، إذا أكثروا منها، مع ما فيها من المفاسد الأخرى، من الدياثة والتخنث، وفساد المزاج والعقل، وغير ذلك.

ولكن لما كانت جامدة مطعومة ليست شرابا، تنازع الفقهاء في نجاستها، على ثلاثة أقوال: في مذهب أحمد وغيره. فقيل: هي نجسة كالخمر المشروبة، وهذا هو الاعتبار الصحيح. وقيل: لا، لجمودها. وقيل: يفرق بين جامدها ومائعها. وبكل حال فهي داخلة فيما حرمه الله ورسوله من الخمر والمسكر لفظا ومعنى. قال أبو موسى الأشعري (١٧) رضي الله عنه: يا رسول الله، أفتنا في شرابين كنا نصنعهما باليمن: التبغ، وهو من العسل ينبذ حتى يشتد. والمزر، وهو من الذرة والشعير ينبذ حتى يشتد. قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أعطي جوامع الكلم وخواتيمه، فقال: ((كل مسكر حرام)) (١٨) متفق عليه في الصحيحين.

وعن النعمان (١٩) بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من الحنطة خمرا، ومن الشعير خمرا، ومن الزبيب خمرا، ومن التمر خمرا، ومن العسل خمرا. وأنا أنهى عن كل مسكر) (٢٠). رواه أبو داود (٢١) وغيره. ولكن هذا في الصحيحين عن عمر موقوفا عليه، أنه خطب به على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (الخمر ما خامر العقل)، وعن ابن عمر (٢٢) رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم،

(١٧) هو الصحابي الجليل الذي اشتهر تاريخيا بأنه أحد الحكمين بين علي ومعاوية، توفي بالكوفة سنة ٤٤ هـ.

(١٨) رواه الشيخان ومثله عند أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه.

(١٩) صحابي جليل، أول مولود في الأنصار بعد الهجرة، تنسب إليه (معرة النعمان) روى ١٢٤ حديثا مات سنة ٦٥ هـ.

(٢٠) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه.

(٢١) هو أبو داود: سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير الأزدي السجستاني (٢٠٢ - ٢٧٥ هـ) من أهل الحديث، له (السنن) تحتوي على ٤٨٠٠ حديثا منتقاة من أصل ٥٠٠٠٠٠ حديث.

(٢٢) هو عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما (١٠ ق هـ - ٧٣ هـ). له ٢٦٣٠ حديثا.

21