معنى قوله: (كانتا رتقا ففتقناهما)
المجيب د. محمد بن عبد الله القناص
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
القرآن الكريم وعلومه/تفسير آيات أشكلت
التاريخ 12/02/1426ه
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم:
أريد من فضيلتكم معرفة التوفيق بين هذه الرواية: عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: (لما كان العرش على الماء قبل أن يخلق الله السماوات والأرض بعث ريحا فصفقت الماء، فأبرزت عن خشفة واحدة في موضع البيت كأنها قبة فدحا الله الأرض من تحتها فأوتدها بالجبال) . وآية: (أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما) ، هذا فيما معنى الآية حيث أنني قرأت هذه الرواية في إحدى مواضيع الإعجاز العلمي ولسيادتكم جزيل الشكر.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد:
ذكر الله سبحانه وتعالى في مواضع من القرآن ما يدل على أن الأرض خلقت قبل خلق السماء، ومن ذلك قوله عز وجل: (قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين) إلى قوله تعالى: (ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين) [فصلت: 9-11] ، وقوله تعالى: (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم) [البقرة: 29] ، و (ثم) كما هو معلوم للترتيب والتراخي.
ودلت الآية في سورة النازعات أن دحوا الأرض بعد خلق السماء، قال تعالى: (أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها رفع سمكها فسواها والأرض بعد ذلك دحاها) [النازعات:27-30] .
Halaman 51