قال: «وهل سرك أن تكوني في قصرنا؟»
لمياء فتاة القيروان.
قالت: «هذا شرف لا أستحقه.» وابتسمت بامتنان.
قال: «بل أنت أهل لأكثر من ذلك. ألعلك متزوجة؟»
فلما سمعت سؤاله أطرقت وبان الخجل في محياها من الدم الذي تصاعد إلى وجنتيها ولم تجب.
فعلم أنها عذراء فاكتفى بذلك الجواب وقال لها: «اذهبي مع غلامنا هذا إلى أم الأمراء؛ فإني أوصيتها بك خيرا، وستحسن وفادتك. لكني أرجو أن تكوني حسنة الاعتقاد بنا.»
فرفعت بصرها نحوه وقالت: «إذا كنت تعني غير الاعتقاد بصحة خلافة آل البيت فلا ...»
فأعجب بصراحة جوابها وقال: «إنك لنعم الفتاة العلوية، لولا ما أراه من كثرة الحلي على رأسك وصدرك؛ فإننا لا نرى الجنوح إلى شيء من أسباب الترف.»
ولم يتم كلامه حتى أسرعت بيدها إلى رأسها وصدرها واستخرجت ما كان عليهما من الحلي والعقود ورمت بها إلى الأرض وقالت: «لم أكن أعلم ذلك يا سيدي ... وقد كان لي بما شاهدته من بساطة ردائك عبرة وعظة ... هذه جواهري أرميها تحت قدميك ...»
فازداد المعز فرحا بها وابتسم لها ابتسام الرضا والإعجاب، وقال: «بورك فيك، أنت ستنالين أضعاف ما نزعته من الجواهر. فضلا عن سرور أم الأمراء بك.» وأشار إلى الصقلي فمشى بها وعاد المعز إلى عمله.
Halaman tidak diketahui