182

Gadis Kairouan

فتاة القيروان

Genre-genre

أما الحسين فما زال مسرعا حتى دخل القاعة وطلب إلى الحاجب أن يدعو له السيدة بنت الإخشيد، فناداها فأتت ولم ترسل الستر بينها وبينه وإنما اكتفت بالنقاب وحالما وقع نظره عليها استغرب ما عليها من الأثواب الثمينة والحلي وهو يسمع بما عليه أهل مصر من الضنك. أما هي فحالما رأته صاحت: «ماذا جرى؟»

قال: «كل شيء في أمان وهذا علم والدي قد نصب فوق الباب وهو علامة الأمان فلا يجسر أحد أن يمس هذه الدار بسوء، كوني في اطمئنان.»

قالت: «ومن غرسه هناك.»

قال: «جندي مغربي أظنه نفس الجندي الذي حمل رسالتي إلى والدي وقد أسرعت لأراه ...»

قال: «أتظن سلامة رجعت؟ أين هي ...» وصفقت فأتت القهرمانة وهي تلهث من الخوف فضحكت بنت الإخشيد من منظرها وقالت لها: «ما بالك يا خالة لماذا تلهثين؟»

قالت وهي تقطع صوتها: «إن الأعداء دخلوا ... الفسطاط ... و... و... دخل رجل منهم هذه الدار ...»

قالت: «لا تخافي إن هذا الجندي جاءنا بعلم الأمان من قائد جند المغاربة. كوني مطمئنة لا بأس علينا. وهذا الحسين بن ذلك القائد ... أين سلامة الجارية.»

قالت: «لم أعد أراها منذ أيام.»

قالت: «ابحثي عنها في غرفتها الآن وادعيها إلينا حالا.»

وقعدت وأشارت إلى الحسين أن يقعد فقعد وعيناه شائعتان نحو الباب ينتظر وصول تلك الجارية ولحظت بنت الإخشيد قلقه فقالت: «ما لي أراك قلقا كأنك تنتظر أن تأتيك سلامة بكتاب من والدك؟»

Halaman tidak diketahui