173

Gadis Kairouan

فتاة القيروان

Genre-genre

قال: «بلى وهذا فضل لا أنساه لك وقد فعلت ما هو أليق بالكرام ولكنني لا أزال أراني مقيدا ... إني كالحبيس في هذا القصر.»

قالت: «لا ألومك لضجرك من هذا الحبس ولكن لو كنت في مكاننا هل كنت تفعل غير ذلك؟ إن أباك حامل علينا بخيله ورجله ووقع لنا ابنه وبلغنا أنك من خير القواد فهل نطلقك لتكون عونا لعدونا علينا ألا يكفي أننا حللنا قيودك وأطلقنا لك الحرية وقمنا بما تحتاج إليه من أسباب الراحة ...»

فأعجب بتلك الحجة الدامغة وقال: «لا أنكر فضلك يا مولاتي والحق يقال إنني لا أنسى هذا الجميل ... والدنيا دول ...»

فقالت: «عسى أن تنتهي هذه الحرب بالمصالحة ونجتمع على مودة، وقد بعثت إليك الآن لأطمئن على راحتك فإذا كنت ترى تقصيرا في ما تحتاج إليه؛ فأخبرنا.»

قال: «كلا، إني لا أرى تقصيرا قط.»

قالت: «تقدم قليلا لأقول لك كلمة.»

فتقدم حتى دنا من الستر فقالت له: «سأرسل إليك بعد قليل جارية من قبلي اسمها سلامة تطلب منك أمرا فاقضه لها ... وقد لا أحتاج إلى إرسالها فاذهب بسلام.»

فتراجع حتى فتح الباب فلقيه الحراس فرافقوه إلى محبسه باحترام وإكرام وقد شغل باله ما اقترحته عليه وكان ذلك بتدبير لمياء لزيادة طمأنته حتى إذا احتاجوا إلى كتاب توصية لا يكون ثم مانع من الإجابة حالا.

الفصل الثامن والستون

الحرب

Halaman tidak diketahui