فانصدع قلب والدتها لذلك وجعلت تقبلها وتضمها إلى صدرها وتقول: «ما هذا الكلام يا هند ألعلك يئسة ممن تحبين.»
فنبذت هند الحياء عند ذلك وقالت: «نعم يا أماه إني يئسة فإبكي على ابنتك واندبيها فإنها تعيسة شقية.» فتحققت سعدى ظنها فأرادت معرفة الباقي.
فقالت: «وما سبب تعاستك وأنت فتاة غسان وزهرة هذه البلاد والناس يتحدثون بتعقلك ويحسدك أترابك على مقامك.»
فقالت: «على أي شيء يحسدونني
هم يحسدوني على موتى فوا أسفي
حتى على الموت لا أخلو من الحسد»
فازدادت سعدى تحرقا وتساقط الدمع من عينيها وهي تحاول التجلد خوفا على هند وقد أدركت أنها عالقة بحب رجل لا سبيل لها إليه فقالت لها: «لا تذكري التعاسة وأنت الآمرة الناهية ولا تخشي بأسا وأنا الآخذة بيدك العاملة على رضاك فأفصحي عن ضميرك فقد كفانا بكاء واعلمي أن ثعلبة سيرتد خائبا ولو كان مستهلكا في هواك.»
فحرقت هند أسنانها عند ذكر ثعلبة وقالت: «إن الشر كله من هذا الخائن وهو وحده سبب هذا الشقاء وهل تظنين رغبته في خطبتي من عظم حبه لي.»
قالت: «وكيف إذن؟»
قالت: «إنه فعل ذلك إنتقاما من ذلك الشهم الذي أبقى على حياته كرما وأنفة.»
Halaman tidak diketahui