فقال الإمبراطور: «قل يا رجل قل فإن هرقل امبراطور الروم يخاطبك.»
فجثا عبد الله عند قدمي الإمبراطور كأنه يحاول تقبيلهما وقال: «أنا أعلم ذلك يا سيدي ولكنني لا أستطيع التصريح بأكثر مما فهت به بين يديك.»
قال: «إذن أنت تكتم أمرا تحاذر أن تبوح به.»
قال: «أجل لقد صدق مولاي.»
قال: «أتكتم ذلك عن إمبراطور الرومانيين ألا تخاف بطشه أو تخشى الحكم عليك بالإعدام.»
قال: «لا أظن أحدا يخاف الموت ولكنني أفضله على التصريح بهذا السر وها أني بين يديك فأمر بما تشاء.»
فعجب هرقل لهذا الإصرار وقال: «يا للعجب أتقول ذلك ولا تخاف.»
قال: «أني على يقين يا مولاي بأن موتى وحياتى بين شفتيك ولكنني لا أستطيع غير ذلك.»
فإلتفت هرقل إلى من حوله من البطاركة والأساقفة والقواد وقال: «ما قولكم بهذه الجسارة فإني أراني أزداد ميلا لمعرفة سر هذا الخاتم.» فإلتفت البطريرك الأورشليمى إلى عبد الله وحرضه على الإقرار عبثا وفعل مثل ذلك أيضا البطريرك الأنطاكى وغيرهما بلا جدوى.
فأراد هرقل تهديده فأمر بالجلاد فجاء والسيف بيمينه فقال له: «ائتني برأس هذا الرجل» فقاده إلى باحة الكنيسة وعبد الله يسرع أمامه لا يتردد لحظة فربط عينيه وأركعه على نطع ودار حوله دورة والإمبراطور يراه من داخل فلما دار الدورة الثانية استقدمه هرقل وأمر بحل رباط عينيه وقال له: «ألا تزال مصرا على الكتمان.»
Halaman tidak diketahui