ثم سمعا وقع أقدام من ناحية القصر فنظرا وإذا بوالدتها قادمة فأسرع حماد إلى الخاتم فخبأه وطلب إلى هند كتمان الحديث الآن. أما هي فرغما عن رزانتها وتعقلها ودت أن تطلع والدتها على ذلك الخبر.
أما سعدى فأنها جاءت مسرعة وفي وجهها خبر.
فنظرا إليها وهما يتوقعان خبرا فقالت: «لقد أطلت الغياب عليكما لانشغالي برسول قدم من عند الملك جبلة ومعه هذا الكتاب» ودفعت الكتاب إلى هند ففضته فإذا هو من والدها يقول فيه: «هل عرفتم شيئا عن ولدنا حماد وهل وفى نذره فاني أحب أن أراه قبل سفري إلى الإمبراطور فقد أنفذ إلي رسالة بالذهاب إليه لمهمة سأقصها عليكم عند الاجتماع».
فقالت سعدى: «اكتبي إليه أنه جاء وقد وفى النذر».
فقال حماد: «أرى أن أسير إلى والدي وأجيء به ليتشرف بمعرفة الملك جبلة أيضا».
قالت: «حسنا تفعل» فعادوا إلى القصر وكتبوا إلى جبلة بذلك على أن يكون مجيئه في الغد.
وكانت المائدة قد أعدت فتناولوا الطعام وركب حماد إلى دير بحيراء.
الفصل الثاني والسبعون
كل سر جاوز الاثنين شاع
وأما هند فما زالت تفكر بما سمعته من حماد عن نسبه وأدركت والدتها فيها تغيرا ظاهرا على وجهها يدل على شيء في نفسها تكتمه فلما كان المساء ذهبت هند إلى فراشها فجاءتها سعدى وأخذت تجاذبها أطراف الحديث حتى باحت لها بالسر فلم تكن سعدى أقل استغرابا من هند وحسنت لها أن تطلعا والدها على ذلك.
Halaman tidak diketahui