صلى الله عليه وسلم
الذي شاهدتم فتحه مكة أمس وهو الذي تولى رفع الحجر الأسود حينئذ ووضعه في مكانه قبل ظهور دعوته ببضع سنين فقد كانت القبائل مختلفة على من يحمل ذلك الحجر الشريف ويضعه في مكانه وحاولت كل قبيلة اكتساب ذلك الشرف لها فحكموا هذا النبي في ما بينهم وهم لا يعلمون شيئا من كرامته فأشار بوضع الحجر في ملاءة واسعة وأوعز إلى كل قبيلة أن تحمل بطرف من أطرافها وبذلك انحسم الخلاف والخلاصة أن القرطين لا يعلم أحد بمكانهما الآن والأرجح أنهما بيعا إلى أحد المتجولين والبحث عنهما يعد من قبيل العبث.»
فتكدر سلمان لذلك الأمر وإلتفت إلى الشيخ قائلا: «فهل تظن البحث عن القرطين عبثا.»
قال: «هذا ما أراه على أن دخول الكعبة لمثل هذا الغرض أمر مستحيل اليوم بعد دخولها في حوزة الإسلام.»
فانقبضت نفس سلمان ولم يعد يستطيع البقاء هناك فنهض فودع الشيخ وخرج إلى حماد وكان ينتظر عودته بفارغ الصبر فلما رآه استطلعه الخبر فأطلعه على حديث الشيخ وهو يكاد يبكي لشدة الأسف ولكنه اقترح حديثه بعبارات التعزية وأمله بوسيلة يتخذها للتعويض عن هذين القرطين أمام هند على أن ذلك لم يكن ليخفف شيئا من قلق حماد.
الجزء الثاني
مقدمة الجزء الثاني من فتاة غسان
هذه هي الرواية السادسة من رواياتنا التاريخية ولكنها تمتاز عنها كلها بأنها الحلقة الأولى من سلسلة روايات متتابعة تتضمن تاريخ الإسلام من أول ظهوره إلى الآن سننشرها تباعا في مجلتنا «الهلال» فهذه الرواية الأولى منها وتتضمن الحوادث التي وقعت من ظهور الإسلام إلى فتح الشام والعراق وتليها رواية في فتح مصر وهذه سبق أننا نشرناها في السنة الرابعة من الهلال وهي «أرمانوسة المصرية» ولم يكن في عزمنا تأليف هذه السلسلة أما وقد عزمنا على ذلك فصارت «أرمانوسة المصرية» الحلقة الثانية من تلك السلسلة.
وأما الحلقة الأولى التي نحن في صددها «فتاة غسان» فقد نشرنا الجزء الأول منها في السنة الخامسة من الهلال وهذا الجزء الثاني نشر في السنة السادسة وبناء على إلحاح حضرات القراء طبعناهما على حدة رغبة في نشرهما وسنعقبهما برواية أخرى ننشرها في السنة السابعة تتضمن مقتل عثمان وخروج الخلافة من أهل البيت إلى بني أمية ثم روايات أخرى في أهم حوادث الدولة الأموية في الشام وفي الأندلس وحوادث الدولة العباسية والفاطمية والأيوبية وهكذا إلى آخر تاريخ الإسلام.
فعسى أن يلاقي هذا المشروع إقبالا من حضرات القراء الأدباء فنثابر على العمل والاتكال على الله.
Halaman tidak diketahui