Bab Dalam Sejarah Revolusi Orabi
فصل في تاريخ الثورة العرابية
Genre-genre
وكانت حماسة الأمة للتبرع عظيمة قال عرابي: «جادت الأمة على اختلاف مذاهبها ونحلها بالمال والغلال، والدواب والفاكهة والخضروات، حتى حطب الحريق ... وذلك فضلا عما مدوا به الجيش من الأقمشة والأربطة اللازمة لتضميد جراح العساكر، ومن الأهالي من تبرع بنصف ما يملكه من الغلال والمواشي، ومنهم من خرج عن جميع مقتنياته، ومنهم من عرض أولاده للدفاع عن الوطن لعدم قدرته على الدفاع بنفسه».
وقال الشيخ محمد عبده: «هل يقدر أحد أن يشك في كون جهادنا وطنيا صرفا بعد أن آزره رجال من جميع الأجناس والأديان؟ وقد تبرع الأعيان والأمراء والعلماء حتى النساء بالخيل والحبوب والنقود والميرة اللازمة للجيش، وأظهر المديرون والموظفون على اختلاف مراتبهم، والكتبة، غيرة وحمية في جميع الميرة المطلوبة وحشد المتطوعة للجيش ولسائر الأشغال العسكرية، وقد رأيت الناس من فلاحين وبدو ذاهبين إلى الحرب برضاهم واختيارهم متشوقين لمقاتلة الإنجليز، وقد شمل هذا الحماس الأقباط وكان يشجعهم على ذلك رؤساؤهم».
وقال نينيه: «كانت ترد كل يوم إلى كفر الدوار إعانات الشعب من المال والقمح والشعير والفول والسمن والخضر والفاكهة والخيل والماشية، وقد أبدى أعيان الوجهين البحري والقبلي شهامة عظيمة في إمداد الجيش».
ومع هذه النخوة العظيمة من جانب الأمة درج بعض المؤرخين على أن يصفوا هذه الحركة الوطنية المشرفة، بأنها كانت فتنة عسكرية طائشة جرت إلى احتلال مصر، وعذر هؤلاء المؤرخين - إن صح هذا عذرا - أنهم كانوا يأخذون عن كتاب الإحتلال.
عبد الله نديم
وقد تجلت حماسة الأمة كذلك للثورة والجهاد فيما ألقاه نفر من أبنائها من الخطب، وما كتبوه من المقالات وما نظموه من الشعر، وكلها ناطقة بأنها حركة صادقة قوية جديرة بكل ثناء وإعجاب، ومن زعماء الخطباء والكتاب الشيخ محمد عبده وعبد الله نديم والشيخ خليل الهجرسي.
في الميدان الغربي - كفر الدوار
كانت قيادة كفر الدوار لطلبة عصمت تحت إمرة عرابي. وكان عدد الجيش هناك نحو عشرة آلاف، وكانت خطوط الدفاع في هذا الميدان ثلاثة، يبعد كل واحد عن الذي يليه بأربعة أو خمسة آلاف متر، وكان بين كل خطين خندق عمقه خمسة عشر قدما، وبنيت على جميع المرتفعات الصالحة قلاع وضع فيها نحو خمسين مدفعا، وقد عمل في بناء هذه الاستحكامات مع الجيش نحو خمسة آلاف رجل من أهالي البحيرة والغربية والمنوفية.
وأقام عرابي خيمته عند كنج عثمان، وجعل هذا المكان المركز العام للقيادة وكانت هذه الخيمة خيمة سعيد باشا نفسه، قدمتها أرملته هدية مشفوعة بأصدق أمانيها أن يؤيده الله بنصره.
كان أول عمل من جانب المصريين هو سد ترعة المحمودية لمنع المياه العذبة عن الإسكندرية، ولقد انزعج الإنجليز من هذا العمل وأخذتهم منه حيرة، وخافوا أن يهاجر الوطنيون إلى داخل البلاد وأن يلجأ الأوروبيون للسفن؛ ليشربوا من ماء الأسطول وبقي الحال على ذلك بقية شهر يوليو، وإنجلترة تعد العدة لحملتها على الرغم من مؤتمر الآستانة وتعهداتها فيه.
Halaman tidak diketahui