Farran Bunduqiyya
فران البندقية: مأساة ذات خمسة فصول
Genre-genre
آنلا :
لما دخلت المحكمة كانت غاصة بالناس، وكلهم سكوت كأن على رءوسهم الطير، وكان مولاي بين القضاة، فلما نظرت إليه رأيته محدقا بي، فما عدت أعرف ما أقول؛ لأنه سحرني ببصره، فسألني إذا كنت أعرف القاتل؟ فقلت نعم؛ لأني عالمة أنه مطلع على كل شيء.
كليمنسا :
كيف تقولين مطلع على كل شيء؟
آنلا :
لا يا سيدتي، إنه غير مطلع على شيء يسوءك، ولكن عارف أن ألويزو كان يأتي إلى القصر ليلا، فأحببت أن أخدعه؛ لأنفي عنك الظنون.
كليمنسا :
أحسنت يا آنلا، وأنا لست بناسية لك ذلك ما حييت، فما الذي جرى بعد ذلك؟
آنلا :
إنهم سألوني إذا كان ألويزو يحبني؟ فأجبت: نعم، وأنه كان يأتي ليلا يغني تحت نافذتي، فسر سيدي من جوابي، وأمرني أن أعيده، وأمر الكاتب أن يسجله، حينئذ سألني قاض آخر إذا كان لي عاشق غيره؟ فاحمر وجهي من الخجل، ولم أدر ما أقول، وفي الوقت نفسه فتح باب صغير، ودخل منه بترو وهو أصفر كالموتى، فسألوني إذا كنت أعرفه؟ فأجبت: نعم، إنه يحبني وأحبه وقد تواعدنا على الزواج، فسألوني إذا كنت رأيته هذا الصباح؟ فقلت: نعم، ثم سألوني إذا كان يعلم بعلاقتي مع ألويزو؟ فأجبت: لا أعلم. فقيل لي لو كان بترو يعلم بمحبتك لألويزو، هل كان يرضى عن ذلك؟ فقلت: لا، فقيل لي: إذن فقد كان غيورا عليك، أجبت: بعض الأحيان، فسألوني إذا كنت رأيت معه قرابا هذا الصباح؟ فقلت: إني وجدت قرابا في سلة الخبز، وأنه أراد أن يهديني إياه، حينئذ أروني القراب وسألوني: هل هذا هو؟ أجبت: نعم، وكان القراب موافقا أتم الموافقة للخنجر الذي كان على الطاولة أمام القضاة.
Halaman tidak diketahui